انتشرت في سماء منطقة جنوب محافظة جدة روائح كريهة وأكوام نفايات مختلفة بما فيها المخلفات الطبية التي تتخلص منها جهات عاملة في مجال توفير الادوية والمستلزمات الصحية، وتفاقم الوضع هناك بظهور العديد من البحيرات التي تشكلت ابان “سيل الاربعاء” ولم تجد من يلتفت اليها او يقوم بشفطها اسوة بالبحيرات في الأحياء الاخرى شمالا. واستغرب رئيس المجلس البلدي حسين باعقيل عدم تلقي المجلس اي بلاغ حول هذه الملاحظات وما وصفه ب "تجاوزات"، فيما أكدت الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة أنها وضعت تشريعات ومقاييس للمنشآت المنتجة للنفايات الطبية عبر النظام العام للبيئة ولوائحه التنفيذية وأصدرت قواعد وإجراءات للتحكم بالنفايات الخطرة. وقال مصدر في امانة جدة ان اعمال الرش والمعالجة لمواقع تجمعات المياه، وكافة أعمال المكافحة تسير وفق الخطة المرسومة والتي تقضي بسرعة رش ومعالجة أي تجمع مائي تجنبا لتوالد وتكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك. وكشف مدير الدفاع المدني العميد عبدالله جداوي ان تلك البحيرات تشكلت ابان سيل الاربعاء، لافتا الى انها لا تحتوي على اي جثث وأن التعاون قائم مع الامانة والشرطة والجوازات للقضاء على جميع المخالفات جنوبجدة وغيرها. ورصدت "المدينة" خلال جولة قامت بها صباح أمس كميات من النفايات الطبية تخلص منها عدد من المؤسسات العاملة في مجال توفير الادوية والمستلزمات الصحية بطريقة عشوائية حيث كانت تتناثر هنا وهناك، وبالسؤال عن مصدرها تنكر لها الجميع. ويقول (يحيى) وهو عامل في احد المستودعات المجاورة للموقع انه يشاهد العديد من الشاحنات تلقي هذه المخلفات الطبية ثم تغادر في هدوء ، لافتا الى ان العديد من الشركات تقوم بإلقاء مخلفات متنوعة على ضفاف البحيرات التي تشكلت بعد سيل الاربعاء، واتفق معه (عامر) والذي يعمل حارسا لاحدى المؤسسات الخاصة في مجال الملابس الجاهزة، مشيرا الى ان البلدية لا تقوم بإزالة تلك المخلفات المتكررة منذ اشهر طويلة قبل سيل الاربعاء. ونفى مشرف المستودعات والتشغيل في المشروع الخيري لمساعدة الشباب على الزواج بدر المحيميد، صلة الجهة التي يعمل بها بهذه النفايات أو غيرها، مشيرا الى انه قام من خلال عمله بالاتصال على غرفة عمليات الامانة من أجل رفع تلك المخلفات على وجه السرعة، وشفط مياه البحيرات المتعددة التي اغرقت الاراضي الفضاء المحيطة بالمشروع الخيري لمساعدة الشباب على الزواج. وأوضح ان الحرائق مستمرة في تلك المخلفات، والدفاع المدني على علم ودراية بخطورة الامر والمعاناة التي نتكبدها بسبب تكاثر اسراب الذباب والبعوض. وفي ما يخص البحيرات التي ظهرت بعد سيل الاربعاء قال : الوضع اصبح الان اكثر مأساوية من حيث كثرة الحشرات والروائح الكريهة المنبعثة من النفايات المتراكمة والتي تتزايد يوما بعد آخر. الى ذلك يقول محمد فضل من سكان جنوبجدة: تشكل هذه البحيرات الاسنة واكوام النفايات سواء الطبية أو العادية، خطورة كبيرة على البيئة جنوبجدة ، كما أن اسراب الحشرات والبعوض باتت من الامور المسلمة التي لا يستغربها السكان هنا، وابان انه خلال الفترة الماضية شاهد طائرة ذات لون اصفر تقوم برش تلك المسطحات المائية وما لبثت ان غابت عن سماء المنطقة بعد ان هدأت الامور في سيول الاربعاء. ومن جانب ذي صلة بث عدد من العاملين في المصانع والمؤسسات المجاورة لأكوام النفايات على مختلف انواعها واصنافها شكواهم واستغرابهم من تقاعس منسوبي "الامانة" وما وصفوه بعدم الاكتراث بخطورة القاء المخلفات الطبية على وجه الخصوص.