قرر عدد من سكان حي مشرفة (شمال جدة) الرحيل إلى مناطق تنعم بالإصحاح البيئي، بعد أن انتشرت النفايات والأوساخ حول مساكنهم بكثافة، وتحولت إلى بؤر للأوبئة والحشرات، مستغربين تجاهل الجهات المختصة لحيهم على رغم تصنيفه من الأحياء الحديثة. وأكدوا أن تكدس المخلفات في منطقتهم استشرى منذ ثمانية أشهر فقط، مطالبين بتدارك الوضع، لاسيما وأن الروائح الكريهة أخذت تتسلل إلى مساكنهم. وأوضح سعيد الزهراني أنه بات يفكر جدياً في الرحيل من الحي الذي اشترى فيه مسكناً كلّفة مئات الآلاف من الريالات، مشيراً إلى أن تدني الإصحاح البيئي في حي مشرفة بدأ منذ بضعة أشهر فقط. وقال: «الروائح الكريهة أصبحت تتسلل إلى منازلنا، ما دعانا إلى إغلاق نوافذنا على الدوام»، متمنياً أن تتدخل الجهات المختصة سريعاً وتزيل المخلفات عن الحي الذي كان يوصف بالراقي قبل عام من الآن». وأكد سالم العمري أن القاذورات زحفت على الطرق واقتربت من مساكنهم، وباتوا يجدون صعوبة في الحركة داخل حيهم، مشيراً إلى أن تكدسها بكثافة حوّلها إلى بؤر للأوبئة والحشرات، ما يهدد بانتشار الأمراض لاسيما حمى الضنك. وذكر أن الكثيرين في السابق كانوا يحلمون بالعيش في حي مشرفة، أما الآن فتغير الوضع، بعد أن استشرت المخلفات في زواياه، متسائلاً عن دور الجهات المختصة منها. وأوضح أن نسبة كبيرة من قاطني الحي باتوا يفكرون في الرحيل منه، إلى مناطق تنعم بقليل من النظافة والهدوء «فليس من المعقول أن تظل نوافذ المنازل مغلقة على الدوام خشية تسلل الروائح الكريهة إليها». فيما أشار عبدالله الجروان إلى أنه أصبح يمنع أبناءه من الخروج إلى الشارع خشية الحشرات التي انتشرت بكثافة في حي مشرفة، موضحاً أن أكوام النفايات أصبحت بيئة خصبة لتكاثر أسراب الذباب والحشرات، «والمخاطر الصحية تهدد السكان لاسيما الصغار»، مطالباً بسرعة تدخل الجهات المعنية لحل هذه المشكلة. وقال : «مدينة جدة في رأيي تحمل الكثير من الإمكانات التي تجعل منها مدينة عالمية، إلا أننا نفاجأ بتجاوزات في أروقتها تقلل من قيمتها، كانتشار النفايات ومياه الصرف في شوارعها». وحذّر استشاري طب المجتمع الدكتور ماجد الغامدي من مخاطر النفايات والقاذورات، مشيراً إلى أنها تساعد على انتشار العديد من الأمراض الخطيرة، كالتسممات الغذائية والأمراض الجلدية وأيضا أمراض الحساسية. ونصح الدكتور الغامدي الأهالي بإبعاد أطفالهم عن هذه النفايات وعدم العبث بها والاقتراب منها. بدوره، أكد مسؤول في نظافة أمانة جدة ل«الحياة» أنه في حال تكدس النفايات يتم التعامل معه بشكل فوري وعاجل بمجرد اكتشافه، موضحاً أن الأمانة وضعت خطة شاملة لنظافة الأحياء بشكل متكامل، تشمل النفايات المنزلية والدمارات، وكذلك النفايات ذات الأحجام الكبيرة، مؤكداً أنه سيتم البدء في تنفيذها خلال الفترة المقبلة في جميع الأحياء. وأضاف: «لابد من التأكيد على أن المواطن شريك أساسي معنا في منظومة الحفاظ على البيئة، بما يعود على الجميع ببيئة صحية ينعم بها كل مواطن ومقيم وزائر لمدينة جدة»، حاضاً الجميع على التفاعل مع جهود الأمانة بالإبلاغ عن أي تقصير من جانب الشركات العاملة في النظافة وذلك عبر رقم العمليات (940).