أبلغ من العمر 18 عاما، وأدرس في الثالث ثانوي، في إجازة العام الفائت أبلغتني خالتي عن وجود عريس يريد أن يتقدم لخطبتي، وإن والدتي موافقة عليه، فرحت بذلك الخبر، لكن فرحتي لم تستمر طويلا، فقد جاءتني والدتي تطلب مني نسيان أمر ذلك الشاب وتلك الخطوبة، وأن التفت فقط لإكمال دراستي، ولم تخبر والدي بالموضوع، ويبدو أن الشاب علم بقرار أمي فآثر عدم المجيء، وشعرت أن أحلامي قد سلبت مني، فأنا منذ صغري أحلم بإكمال دراستي حتى المرحلة الجامعية وأن تكون لي وظيفة وبيت وأولاد. حاولت أن أعرف رأي والدي لكن علاقتي به متوترة وغير مستقرة و في خلاف دائم معه، ولا أعرف هل أنا مصابة بالعين أم أنني عندما كبرت تغيرت علاقته معي وتعامله معي، أعيش حاليا في حيرة هل ابلغ أمي موافقتي الزواج من هذا الشاب، لكن كيف أفاتحها بالموضوع، ووجدت نفسي في حيرة كبيرة فأغلب صديقاتي خطبن وقريبا سيتم زفافهن، وحتى لا أكون أقل منهن اضطررت للكذب عليهن وأخبرتهن أنني مخطوبة، وللحق أتمنى أن أتزوج حتى أتخلص من علاقة حب جمعتني برجل أجنبي يكبرني 20 عاما، مطلق وأب لطفلة في العاشرة، وحلمي هو أن أكون زوجة لرجل تجمعني به السكينة والهدوء والحب قبلهما، وأن أرى أطفالي من حولي وأن يكون لي بيت مستقل. أريد حلا وتفسيرا لمشكلتي التي تؤرقني و أن تتفهم مشكلتي وتعطيني الحل الأمثل. عواطف يا بنيتي «عواطف»، أنت لديك رغبة قوية في الزواج لعدة أسباب: أولها أن فطرة البشر جميعا تدفعهم حين يصلون لمثل سنك أن يفكروا بالزواج، ولكن أخشى أن تكون هذه الرغبة قد قويت من خلال علاقتك بالرجل الذي يكبرك 20 عاما، والمهم في حالتك حاجتك الملحة للزواج، والدليل أنك كذبت على صديقاتك وأوهمت الجميع أنك مخطوبة في الوقت الذي لم يتقدم فيه هذا الشاب لخطبتك بعد، ولم يتعد الموضوع حدود الكلام من خالتك لك، مع التأكيد على أن التعبير عن الرغبة في الزواج مطلب ليس فيه لبس ولا مطالبة بحق ليس حقك، المهم ليس الزواج بحد ذاته فقط وإنما مهم أيضا من تتزوجين وكيف تتزوجين، ولا تنسي أن أمك لم تمنعك من الزواج كما تقولين في رسالتك وإنما هي رغبتها في تأجيل زواجك، ولا ندري هل رغبتها في التأجيل فقط لأنها تريدك أن تكملي دراستك أم لأنها ترى أنك لست مهيأة تماما للزواج، وأنك بحاجة لمزيد من النضج؟، إذ الواضح أنك في خضم وزحمة الرغبة في الزواج اضطررت للكذب على زميلاتك، وشعرت بالغيرة من قرب زواج صديقاتك، وصنعت علاقة مع رجل قريب في عمره من عمر أبيك ومتزوج ومطلق ولديه طفلة، ويبدو أن علاقتك به ليست حديثة فقد مضى عليها بعض الوقت، ثم تعلقت بشاب لم تريه وكل ما تعرفينه عنه أن خالتك رشحته لك أو رشحتك له، كل هذه الصفات والخصائص تجعلك مندفعة باتجاه الزواج بغض النظر عمن هو العريس أو الرجل الذي ستتزوجينه، خلاصة القول تريثي واطلبي من خالتك أن تحدث أمك وتقنعها بأن الزواج مهم لك، فإن نجحت عندها أنصحك أن لا تندفعي نحو الزواج كي تفري وتهربي من أهلك، لأن أهلك هم الجهة الوحيدة في هذه الدنيا المخلصة في حبها لك، والوحيدة التي يمكن أن تتحمل نتائج أي قرارات خاطئة تتخذينها، فلا تقفي منهم موقف المعادي أو الكاره لتصرفاتهم، وتوقفي عن تصور الزواج باعتباره كلاما معسولا وعواطف جياشة وأطفال كثيرين يلعبون حولك، عليك أن تتذكري أن الزواج مسؤولية وجهد وعطاء وليس كله أخذ، وتذكري أيضا أن الزواج تعامل مع رجل مختلف عنك في مطالبه وخصائصه وطباعه، وأنه قد لا يكون على شاكلة أي ممن عرفتهم من الرجال في محيط أسرتك، يبقى مهم جدا أن تعيدي النظر في علاقتك بأبيك، فكما قلت لا يمر شهر إلا وتحدث مشكلة بينك وبين أبيك، فهل ستتعاملين مع الزوج بالطريقة نفسها، راجعي طريقة تفكيرك وطريقة تعاملك مع أبيك فعن طريقه سيتم دخولك الجنة وبدون رضاه قد لا تشمين رائحتها لا سمح الله راجعي كل هذا وتذكري أنك لا زلت صغيرة والفرص أمامك كثيرة بإذن الله.