مشكلتي أنني أحب شابا يصغرني بسنتين فيما أبلغ من العمر 25 عاما، وتقدم الشاب لطلب يدي من أهلي وتمت الموافقة، وسافرت لثلاثة أشهر، وكان اتفاقنا إتمام الخطبة بعد عودتي، ولكن خلافات حدثت بيني وبينه من ناحية إهمال والده وأهله لنا إذ كان أهلي فقط هم من يسألون عنهم لطيبة قلوبهم ليس أكثر، وأعتقد أنهم فهموا من اهتمام أهلي بهم أنهم يرغبون فقط في تزويجي والتخلص مني، فأحسست أن في الأمر إهانة تجاهي وتجاه أهلي أو قلة ذوق منهم وهكذا شعر أهلي، شخصيا، لا أتخيل حياتي دونه، علما بأن أهلي صرفوا النظر عن الموضوع وطلبوا مني نسيانه، فما هو الحل في مشكلتي هذه؟. س.س.م جدة الواضح من رسالتك، أن هذا الشاب جاء لخطبتك دون وجود والده معه، ووافق أهلك عليه من حيث المبدأ، ولم يتواصل والده مع والدك منذ بداية الموضوع، واتفقتم على أن تتم إجراءات الخطبة بعد عودتك من السفر، إلا أن أحدا من أهله لم يتابع ولم يهتم بالأمر، وبالتالي صرف أهلك النظر عن الموضوع، وأعتقد أن من الحكمة ألا تحركي ساكنا ما لم يقم هو بالمتابعة مع أهله، وتصور أهلك عن تصرف أهله مقبول جدا، فهل يعقل أن يطلبوا أهلك منه ومن أهله إكمال الخطبة؟، وهنا تظل أمامك عدة احتمالات هي: أن تكتفي بمجيئه هو وتتزوجينه دون حضور أهله، وهذا محفوف بالكثير من المخاطر، لأنك ستقللين من قيمتك أمامه وأمام أهله وربما «يبيعك» بالرخيص، هذا كله على افتراض أن أهلك سيوافقون على ذلك واحتمال موافقتهم ضعيف جدا ولهم كل الحق إن هم رفضوا هذا السلوك منه ومن أهله. أن تصري على حضور أهله قراءة الفاتحة وألا تتزوجيه ما لم تكن علاقته بأهله جيدة وما لم يكونوا موافقين على زواجه، لأنك إن تزوجت منه وأهله رافضون لهذا الزواج فستبدأين حياتك بالمشاكل مع أهله. هناك احتمال أن يكون أهله غير موافقين على زواجه منك لأنك أكبر منه، وفي هذه الحالة أنت بحاجة ماسة لمعرفة موقف أهله من مشروع الزواج منك. وعليه، فإن التريث مهم حتى تنجلي الملابسات التي جعلت أهله، خاصة والده، يعزفون عن التواصل مع أهلك، أما عن حبك له فأمر يقدر، ولكن هل يمكن لحياتك معه أن تكون ناجحة إن كان الحب من طرف واحد؟ وهل هذه الحياة ستنجح لو كان الاهتمام من طرف واحد؟ الحب مهم في نجاح الحياة الزوجية ولكنه لوحده لا يشكل العامل الوحيد لنجاحها، الحياة الزوجية حتى تنجح ينبغي أن يكون كل من الشاب والشابة مهتمين ومراعين للأعراف الاجتماعية، وإن بدأت حياتك وأنت على خلاف مع أهلك فستكون هذه الحياة بلا سند منهم، وقد تأتي لحظة تسمعين منهم عبارة من قبيل: أنت من اخترت فتحملي النتائج، فماذا ستصنعين عندئذ؟ لذا، لا تتسرعي واثبتي على موقف أهلك القاضي بوجوب معرفة حقيقة موقف أهله من زواجه، وهل يستطيع أن يواصل ويتحمل تكاليف الزواج إن كان أهله غير موافقين أي غير مساندين لهذا الزواج، وتذكري أنك بحاجة لمساندة أهلك ولذا ليس من الحكمة أن تتزوجي هذا الشاب رغما عنهم، خاصة أن موقف أهله من هذا الزواج محاط بالكثير من الغموض.