• تعرفت على شاب عن طريق الخطأ، وبعد عدة أيام طلب مني أن يأتي لخطبتي فخفت من أن يكون بصدد تدبير مكيدة لي كعادة بعض الشباب، فرفضت، ولكنه أصر على أن يأتي، وطلب بعدها رقم التليفون الثابت لمنزلنا، فخفت أكثر وقطعت علاقتي به، وتوقفت بعدها عن الاتصال به، ولكني بعد عدة أشهر رجعت للاتصال به، وأخبرني بأنه تزوج، وباركت له زواجه وكأنني غير مبالية، أقفلت الخط وبكيت من شدة القهر، فقد كنت أتمنى أن يكون من نصيبي، وأن أكون زوجته، فقد رأيت فيه ما كنت أحلم به، وما كنت أتمناه، اتصل علي بعدها يريدني زوجة ثانية، فرحت في البداية لأنني سأرتبط بمن اختاره عقلي وقلبي، ولكن هل أهلي سيوافقون على ذلك وأنا الفتاة التي لم يتجاوز عمرها 18 عاما، وأكون زوجة ثانية لشخص يكبرني 12 عاما، لا أعلم ماذا أرد عليه، فلقد تشتت عقلي، وللعلم فقد تقدم لخطبتي شاب من غير عائلتنا ولكني رفضته بحجة إكمال دراستي، والحقيقة أني رفضته لتعلقي بذلك الشاب، أرجوك ساعدني. و جدة يا ابنتي أنت شابة لا تزالين في مقتبل عمرك، والمشكلة التي وقعت بها تؤكد قلة خبرتك، ويبدو أن هذا الشاب هو أول شاب تتعرفين عليه وبالتالي وقعت في هذا الارتباط العاطفي معه، والمشكلة في مثل وضعك أنك لا تعرفين عن هذا الشاب إلا ما قاله عن نفسه، وليس لديك مصدر للمعلومات إلا منه هو نفسه، فهو الذي كان يتحدث عن نفسه ولا تعلمين من هو في الحقيقة، ولا ما هي أخلاقه ولا ما هي طبيعة شخصيته، كل الذي تملكينه صوت عبر لك عن عواطفه وسارع لعرض الزواج عليك بعد أيام قليلة من معرفته بك، فكيف عرفك، وكيف تأكد من مناسبتك له، ولماذا طلب رقم هاتف منزلك، وهل كان جادا، وهل فعلا تزوج، وهل هو صادق في عرض الزواج عليك؟ كل هذه الأسئلة لا تملكين إجابات صادقة عليها، وبالتالي لا أنصحك إطلاقا بالموافقة على عرضه، لاسيما وأن أحدا من أهلك لن يوافق على مثل هذا الزواج إذا سلمنا بصحة ما قاله وما عرضه عليك هذا الشاب، وأنت الآن تعانين من صدمة عاطفية سببها أنت وليس هو، إذ أنك مع أول خبرة عاطفية صدقت كل ما سمعته، ولم تتحري الصواب، وجعلت من قرار زواجك سطحيا بصورة مذهلة، الزواج يا ابنتي مشروع يتطلب التريث، وما ترينه في المسلسلات التلفزيونية من علاقات تقوم على الحب، وتتجاوز واقع الحياة اليومية أمر لا ينطبق على الواقع في كثير من الأحيان، كما أنك لابد أن تراعي الفروق الموجودة بين الأسر، وما يفرضه أهلك من شروط، كما أنك لن تستطيعين الزواج بدون موافقة أهلك، وبالتالي فأنا أشك أنك تستطيعين الحصول على موافقتهم وأنت لا تعرفين عن هذا الشاب إلا ما قاله عن نفسه، لذا تأكدي أن المستقبل ما يزال أمامك، والأكثر أهمية من كل ذلك من الذي يجبرك على أن تكوني زوجة ثانية وأنت لا تزالين بمثل هذا العمر؟ وما هو نوع الشاب الذي يعرض الزواج على فتاة بعد أيام من معرفتها، ثم لو أنك كنت مهمة بالنسبة له، وفي الوقت نفسه هو شاب ناضج كيف يقبل على الزواج بهذه السرعة، ثم كيف يعرض عليك الزواج كزوجة ثانية وبهذه السرعة أيضا؟ وما هو مفهوم الزواج بالنسبة له؟ وإلى أي مدى هو قادر على تحمل مسؤولية الزواج؟ وهل زوجته الأولى لا تعدو أن تكون امرأة ليست لها مشاعر، وليس لها قيمة بنظره؟ وهل لديك ضمان أنه لم يتحدث لغيرك؟ وهل هو شاب يعرض الزواج على كل فتاة يكلمها بعد أيام من بدء علاقته بها، أرجوك يا بنيتي أنت بحاجة لمعرفة هذا الشاب أكثر، بحاجة لمعرفة طبيعته وأخلاقه، ودينه، وعمله، وطبيعة أهله وأهلك وهل ستبقى هذه المشاعر كما هي حين تلتقيان تحت سقف واحد؟ هل أنت في سن يسمح لك بتحمل مسؤولية الزواج، صدقيني أنك ستتعلقين بأي شاب آخر يتقدم لك وتسمعين منه كلاما يشعرك بقيمتك ويدغدغ عواطفك، تريثي ولا تستعجلي وانتبهي كي لا تضيع منك فرص قد تندمين عليها وانتبهي أيضا كي لا تسيري وراء سراب وأوهام يمثلها مثل هذا الشاب المجهول إلى حد كبير جدا بالنسبة لك اللهم إلا من بعض الكلمات والعواطف التي منحك إياها مثل هذا الشاب، وقد يكون في من يتقدم لخطبتك كل الصفات التي تعين على نجاح زواجك، لذا تجاوزي هذه التجربة ولا تحبسي نفسك في قمقم خبرة يتيمة تشوبها الكثير من إشارات الاستفهام والغموض