هل تذكرون طرفة تلك القرية النائم مسؤولها والذين وضعوا لوحة إرشادية للسائقين القادمين إليهم تقول: انتبه خلفك مطبات خطرة!!. هذا ما يحدث معنا، فكل التنبهات تأتي بعد أن نكون قد (بلعنا ألف مطب خطر).. اقرأوا الخبر التالي: حذرت الهيئة العامة للغذاء والدواء أمس، من استخدام تسعة مستحضرات تنتجها شركة APOTEX. واعتبرت الهيئة في بيان لها تحذيرها من (الدرجة الثانية) ما يعني أن المنتج قد يسبب تأثيرات ضارة على الصحة، وأكدت أنها بدأت في عملية سحب المستحضرات المعنية من السوق. هذا الخبر القصير الذي نشر بالأمس هنا، يكشف بوضوح أن كل التحذيرات تأتي متأخرة وتكشف أيضا أن السوق المحلي مفتوح لاستقبال أية كارثة من غير أي احتياطات وقائية لما يقذف إلى السوق، سواء كان المقذوف سلعا غذائية أو طبية أو منظفات أو مستحضرات أو أدوات تجميل (كله يصب) وجميعنا يستهلك ما هو على أرفف المتاجر. ونحن نستهلك كل ماهو موجود في السوق بيقين أن الجهات المعنية تقوم بدورها على أحسن وجه، هذا اليقين كان علينا أن نتخلى عنه منذ سنوات حين ظهرت كثير من السلع المسرطنة والخانقة والقاتلة والمسببة للأمراض المختلفة.فكم من سلع تم اكتشاف خطورتها بعد أن استهلكنا كميات كبيرة منها مما يعني أنها حققت أضرارها بتواجدها في السوق والأخوة في وزارة التجارة أو في الهيئة يغطون في سبات لذيذ حتى إذ جاءت التحذيرات الدولية هبوا من رقدتهم بإعلان أن السلعة الفلانية مسببة للسرطان أو أن السلعة العلانية ضارة على الصحة (وجملة ضارة على الصحة مبهمة ربما تكون السلعة قاتلة) وكأن المهمة الأساسية لهيئة الغذاء والدواء انتظار استهلاكنا لتلك السلع وتحذيرنا منها بعد فوات الفوت. ما الذي تفعله هيئة الغذاء والدواء إذا؟ هل مهمتها مقتصرة على التحذير، وماذا عن المختبرات التي بحوزتها، أليست هي مختبرات للكشف عن أية سلعة تدخل البلد، أم أن دخول السلع يتم كاتفاقات أو صفقات يضمن فيها التجار خلوا سلعهم من أي مضار في جلسة غداء أو عشاء تنتهي بدخول (الجمل بما حمل).. أنا وغيري كثر لا يعرفون كيف تعمل الهيئة، لكننا نعرف أن وجودهم وجود أمني لا يختلف عن رجل الشرطة أو رجل الإسعاف أو الدفاع المدني إلا أن الاختلاف أن هؤلاء الرجال الأمنيين مهمتهم مباشرة الحالة وقت وقوعها بينما مهمة هيئة الغذاء والدواء هي مهمة سابقة لوقوع الخطر، فلا يصح أن يكون دورها تاليا لما يحدث. يبدو أن (الطاسة ضائعة) وحكاية (الطاسة الضائعة) تمت مناقشتها في مؤتمر الأدباء الأخير، كحكاية تنامت عليها عشرات الحكايات لكن أهم نقاطها أنه لا توجد طاسة في الأساس حتى نقول إنها ضاعت. أخيرا .. رجاؤنا الحار أن لا تعلن عن أية سلعة ضارة ما دمنا قد استهلكناها، فالأفضل أن تسحبها بصمت حتى لا نموت من القهر حين نصل إلى لوحتهم الإرشادية التي تقول: انتبه خلفك مطبات خطرة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة