يأتي توجيه وحث خادم الحرمين الشريفين للجهات المعنية بكل قطاعاتها واتجاهاتها ومسؤولياتها، من أمنية وصحية وإدارية على بذل ما يستطيعون من جهود لخدمة المعتمرين والزوار، انطلاقا من المسؤولية التاريخية للمملكة والدور الحضاري لدولة تأسست على تطبيق الشريعة الإسلامية، وانطلاقا من موقعها الديني، ومواقفها السياسية، وهو ما يجعل المملكة من خلال كل ذلك يتعزز دورها عبر كل هذه المعاني والمفردات. وفيما تنطوي الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، عبر هذه الأجواء الروحانية التي تعيشها كافة دول العالم الإسلامي، يأتي توجيه القيادة الحكيمة والرشيدة لتحقيق أقصى درجات الطمأنينة والسكينة للزوار والمعتمرين للمسجد الحرام والمسجد النبوي، في الوقت الذي يتم فيه مشروع التوسعة للحرمين الشريفين، وهو ما يؤكد أهمية تلك المسؤولية التاريخية للمملكة، وهو مشروع التوسعة الذي سوف يحقق غاياته للخروج من حالة الازدحام التي كانت في السابق وفق رؤية شرعية، دعت إلى التوسعة من كبار علماء الأمة داخل المملكة وخارجها. إن خدمة الحجاج والمعتمرين شرف كبير وعظيم لهذه الدولة التي جعلت الإسلام هويتها، وجعلت من كل عمل تقوم به إنما هو عمل خالص لوجه الله، تلك الخدمة للزوار والمعتمرين، والعمل على إنجاز كل ما من شأنه راحتهم، إنما هو شعور بقيمة الدور الإسلامي والأخلاقي للمملكة لكل حاج وزائر ومعتمر من أرجاء المعمورة.