الجدان اللذان يسبغان على أحفادهما الحب والرعاية هما في الغالب أتعس الضحايا في حالات الطلاق أو وفاة الابن أو الابنة. سألتني صديقتي من خلف غلالة حزن بدت جلية بنظرتها المنكسرة وبدت لي وكأنها فقدت قواها على المقاومة وقدرتها على اعتصار ولو القليل من الفرح والسكون. رغم عدم بلوغها الخمسين من العمر: هل صحيح أن هناك قانونا يسن لحماية حق الأجداد في رؤية أحفادهم وزيارتهم؟. إن الحقائق التقليدية القائمة على حب من هم في رعايتنا أو من لهم الحق والواجب في التقدير ورد الجميل تلزم الجيل الحاضر في التفكير جديا بعواقب الانقطاع القسري في العلاقة الطبيعية بين الأجداد والأحفاد والعذابات النفسية التي تخلقها في كلا الجيلين.. فمن العدل أن لا يدفع الأجداد ضريبة طلاق أو خسارة أحد الأبناء. فوجود الأحفاد نسيم لطيف في حياة الجد والجدة يخفف كبوات الحياة. ينعش الفؤاد المسن ويمنحه الأمل للاستمرار والكفاح وهناك عدد لا يستهان به من الأجداد يصبحون آباء بديلين لأحفادهم خلال السنوات الأولى من زواج أبنائهم فيساعدون ويساندون ويساهمون في توطيد المودة والروابط العائلية والمحافظة على العلاقة مع أحفادهم، وهذا عامل حاسم في نمو الأولاد صحيا وعاطفيا واجتماعيا ولحسن الحظ بدأت بعض البلدان بتغيير الواقع والنظر بعين الحكمة وعدم الجهل بالتعقيدات النفسية في موضوع العلاقة بين الأجداد والأحفاد. فأصبح هناك قانون يلزم المحكمة النظر في حقوق الأجداد الذين يرغبون في المحافظة على جدول زيارات لأحفادهم دون الرضوخ لرحمة أولادهم ليتواصلوا مع أحفادهم إرث حاضرهم وعطيتهم لمستقبل بعيد حيث لا مكان لهم فيه ولكن هناك متسعا ومكانا لأحفاد يحملون الإرث والبصمة ليتابعوا الخطى والمسيرة فيه. شهرزاد عبدالله جدة