تحتضن العاصمة الفرنسية باريس خلال الأسبوع المقبل مؤتمرا يحمل عنوانه موضوعا جديدا إلى حد كبير. حيث سيناقش المؤتمر الذي يحمل عنوان" الدور الرئيسي للأجداد في حياة الأحفاد" خلال يوم واحد وعلى مدى أكثر من ندوة بعض الأخطاء التي يقع فيها الأجداد تجاه أحفادهم، والتي تعد أحد أهم أسباب الفجوة بين الأجيال. وحول هذا المؤتمر يقول رئيس رابطة مدرسة الأجداد الأوروبية إيف بوتونا إن أجداد اليوم صاروا أصغر سنا من ذي قبل، كما أن هناك نسبة من الجدات يعملن ويخرجن للحياة، ويشاركن فيها، مما يسهل عملية التواصل بين الأجيال. إلا أن هناك مشكلة نرصدها في الجدة أكثر بكثير من الجد، وهو أن الجدة تعتقد دائما أنها لازلت تؤدي دور الأم مع أحفادها، ولا تتقبل بسهولة دور الجدة، حيث إنه مرتبط لديها بكبر العمر وانتهاء الدور الرئيسي لها كأمرأة، لذا يحدث الكثير من الخلط في الأدوار، فنرى العديد من الجدات ترى نفسها أمًا ثانية وهذا يسبب الصراعات خصوصا مع زوجة الابن. وحول الدور الرئيسي للأجداد في حياة أحفادهم يرى بوتونا أنه يتمحور حول كيفية نقل القيم والأخلاق والسلوكيات الحميدة، والكثير من العادات الأصيلة، وذلك من خلال الاستماع باهتمام إلى الصغار، ومعرفة كيفية تفكيرهم، فالإنصات إلى الجيل الجديد مهم للغاية، إضافة إلى طرح الأسئلة، وترك الصغار يجيبون عليها للاقتراب منهم أكثر، وعملية التفاهم والمناقشة هذه تستغرق الكثير من الوقت. وأوضح بوتونا أن للأجداد دائما دور المضيف، لذا يجب عليهم الانفتاح بدلا من توجيه التأنيب للصغار بشكل متكرر على اعتبارهم لم يكونوا ، كذلك حينما كانوا في عمرهم. يقول "هناك شيء على الرغم من أنه يبدو بسيطا للغاية، إلا أن أهميته كبيرة في العلاقة بين الأجداد والصغار، وهي الأكلات التقليدية التي يفتقدونها في أي مكان آخر بخلاف بيت العائلة، وهذه اللمسة تجعل الصغير مرتبطا ببيت الأجداد ويسعد بالذهاب إليه". أما إلى أي حد يمكن للأجداد التدخل في تربية أحفادهم فيسترسل إيف بقوله إن "الكثير من الأجداد ينظرون إلى الطريقة التي تربى بها زوجة الابن بشيء من الاستنكار، وهذا خطأ ويحدث الكثير من الشقاق في الأسرة"، مؤكدا أن الأجداد ليس عليهم إعادة التربية أو فرض رؤيتهم، لكن دورهم هو الإضافة، وتلقين الأجيال الجديدة قواعد الحياة من منطلق الخبرة والحب والخوف عليهم، ولكن من دون أوامر ونزاعات. وأشار رئيس رابطة مدرسة الأجداد الأوروبية أن دور الأجداد الكبير والهام يكون في كيفية وقاية المراهقين من الاضطرابات النفسية التي يمرون بها، فالجد أو الجدة باستطاعتهم اكتساب ثقة الأحفاد في سن المراهقة، مما يجعلهم يرون لهم ما لا يتحدثون به مع آبائهم، وهنا المصداقية والثقة عاملان يشكلان هذه العلاقة بين الأجيال. ونبه إلى أنه لا ينبغي للأجداد نقل ما يسمعونه من الأحفاد إلى الآباء، بل هم مسؤولون عن جعل المراهق يتحدث مع والده أو والدته، وهذه العلاقة ليست بالسهلة، ففي سن المراهقة يرفض الصغير الصلة مع الأجداد. لذا فهي تحتاج إلى الكثير من اليقظة من الكبار في المعاملة منذ الصغر. ونصح بوتونا الأجداد بمشاركة الصغير بعض اهتماماته وألعابه، والتعرف من خلال وسائل الإعلام على أهم المتغيرات التي تطرأ على الأجيال الجديدة، والتي تتحول إلى مصدر جذب لهم.