أستغرب قيام أشخاص لا علاقة لهم بالطب لا من قريب أو من بعيد، بتقديم تجاربهم لمرضى السكري على منصات التواصل الاجتماعي، فقط لأن مريضهم شعر بارتياح من تناول التركيبة العشبية فأصبح نسبة سكر دمه في النطاق المحدد. وقد سبق أن حذرت مرضى السكري بعدم الانسياق وراء هذه الفئة التي تبث منتجاتها وتركيباتها في مواقع التواصل، سواء من أجل الشهرة أو المال أو غيره، متجاهلين المخاطر التي تترتب على المرضى، ففي الأخير لا يصح إلا العلاج القائم على طب البراهين، فمرضى السكري النوع الأول علاجهم الانسولين، والنوع الثاني الأدوية الفموية، بجانب متابعة خطة التغذية العلاجية والرياضة. ما يزعجنا كأطباء؛ عدم تردد بعض (السكريين) من خوض تجارب هؤلاء لأنهم شعروا بالارتياح، وهو ارتياح مؤقت، بل قد يتعرض المريض لمضاعفات لا يحمد عقباها، فمعروف أن مرض السكري مرتبط ببعض مضاعفات الانخفاض والارتفاع في سكر الدم، وهذا يتطلب أن يكون المريض أكثر وعياً في التعامل مع مرضه وعلاجه الذي تم تحديده من قبل طبيبه المعالج. وأكرر ندائي لمرضى السكري بعدم الالتفات لأي مقاطع أو رسائل تدعو إلى خوض تجارب تتعلق ببعض التركيبات العشبية أو غيرها، من باب أنها نفعت مع بعض الفئات، وهذا الكلام غير صحيح جملة وتفصيلاً، فكم من الحالات استخدمت التركيبات الوهمية وتعرضت لمشاكل وعادت مجدداً إلى نقطة الصفر. وخير نصيحة لمرضى السكري الذين يحرصون على متابعة منصات التواصل الاجتماعي بأخذ المعلومة الصحيحة من المصادر الموثوقة والجهات الصحية الرسمية، فهي المعنية في إعطاء الجرعات التوعوية وتقديم النصائح بجانب دور الأطباء المعالجين في توجيه مرضى السكري. وأخيراً.. أصبحت المعلومة الصحيحة أو الخاطئة تنشر وتبث بسرعة البرق، لذا يجب أن يكون وعي المريض كبيراً في التعامل مع أي معلومة أو رسالة أو مقطع، والتوقف عن إعادة بثها تفادياً لعدم تعرضهم لأي مشكلة، فمثل هذه الأمور المرتبطة بالشأن الصحي يجب التعامل معها بحذر وعناية فائقين.