من أخطر السلوكيات عندما يبحث المريض الجديد، الذي ثبتت إصابته بمرض مزمن كداء السكري، عن علاج لمرضه عبر محرك البحث «غوغل»، يسهم في جعل معدل نسبة «سكر الدم» في الحدود المطلوبة دون أخذ «الأنسولين» لمرضى النمط الأول، أو تناول الأدوية للمصابين بالنوع الثاني، ويجتهد ويسعى في خوض تجربة ينصح بها أحد مدعي الطب عبر «مقطع فيديو» أو رسالة تواصل اجتماعي. أهداف الرسائل التي تأخذ طابع الادعاءات الطبية في الشبكة العنكبوتية ويبثها أشخاص لا علاقة لهم بالطب؛ التربح من وراء الإعلان عن تركيبة عشبية تسهم في علاج مريض السكري، وتحافظ على معدلات سكر الدم في الحدود المطلوبة، وهذه التركيبة لا تكون متوفرة إلا لديهم - كما يزعمون - حتى يضمنوا وصول العائد المادي لهم. ما دعاني إلى كتابة هذه المقالة، رسالة انتشرت في «تويتر»، ينصح صاحبها مرضى السكر بتجربة تركيبة عشبية متوفرة لدى العطارين، نجحت - كما يزعم - في استقرار حالة والدته، إذ حافظت على نسبة سكر الدم في معدلاته الطبيعية دون الحاجة إلى الأدوية، وأؤكد لهؤلاء المجتهدين أن كل هذه التركيبات العشبية التي يزعمون فوائدها لا تفيد صحة مريض السكري، بل تؤدي إلى تدهور حالته. تجنبوا أحبتي الرسائل المفخخة ذات الآمال الوهمية، ولمرضى السكري أقول: لا علاج حالياً للسكري سوى ما هو قائم على طب البراهين، فلا تنقطعوا عن «الأنسولين» والأدوية، فهي وجدت من أجل سلامتكم والمحافظة على نسبة سكر الدم في معدلاته، بينما خوض التجارب الوهمية يعني المخاطرة بصحة الجسم. إن التحكم في داء السكري أصبح الآن أكثر سهولة من أي وقت مضى، إذ حدثت نقلة نوعية وثورة تكنولوجية عبر إيجاد تقنيات جديدة تعمل على ضبط معدل السكر، وتسهم في منع مضاعفات المرض، وخير نصيحة للجميع، الأكل الصحي، ممارسة الرياضة، اتباع النمط الاجتماعي الصحي، ومنه النوم الصحي، وتجنب التوتر، والحد من ساعات استخدام الأجهزة الإلكترونية. السكري.. بين علمية العلاج ووهميته: محرك «غوغل» سلوك خطير للبحث عن الإصابة بالمرض التربح بالإعلان بضاعة رائجة لتراكيب عشبية خطيرة الرسائل المفخخة وهم لعلاجات غير قائمة على طب البراهين ادعاءات منتشرة برسائل تحمل مقاطع لا علاقة لها بالطب