لم يكن مشهد الخروج الآسيوي للأندية السعودية جديداً، إنما هو حالة تأكيد وبصمة لما آلت اليه كرتنا سواء على صعيد الاندية أو المنتخبات، فجميعها تعاني وتصدر المآسي للجماهير في كل بطولة تخرج منها بالأصفار التي اصبحت تتكرر بعد أن تعودنا في السابق نتقدم المقاعد ولانرضى بغير الكأس هدفاً وبالأول مركزاً، أما اليوم فالحال أصبح من المحال، ولم يعد أمامنا غير تذكر تلك الايام التي كنا فيها اسياداً لقارتنا والرقم الذي يصعب كسره وإزاحته من القمة، أما قمتنا فأصبحت تتهاوى وكل بطولة نودع فيها نبعث الامل في نفوس الجماهير بالتعويض في البطولات المقبلة حتى وصلنا للسنة الثامنة آسيوياً على حساب الأندية خارج القمة وبعيدين عن كأسها، أمام المنتخبات فدبي كانت آخر الافراح بتحقيق كأسها 1998م. السؤال الذي يطرح هنا بعد أن ودع الاهلي والشباب دوري ابطال اسيا من الدور ربع النهائي من المتسبب فيما وصلت اليه الكرة السعودية من ضياع ؟! فقد أصبحنا كروياً نعيش في خطر، في السابق كنا نقول كرتنا في خطر واليوم أصبح هذا الخطر واقعاً نعيشه ويحتاج من الجميع وقفة صادقة ومراجعة حقيقية لإدارة فرقنا من البراعم وحتى الفريق الأول فبكل تأكيد هنالك خلل في التركيبة وطريقة الادارة وإلا لما وصل بنا الحال إلى مانحن فيه من استمرار لضياع وخسارة مختلف البطولات. تخلينا عن سيادة الكرة الخليجية والآسيوية وحتى العربية، بعد ان كنا نستحوذ عليها والمنافسون الحقيقون عليها بلا منازع، لأننا نقف في القمة للهرم للكروي بكل شموخ، ولكن مايحدث جعلنا نتراجع عشرات السنين ونفقد عرش السيادة الاسيوية حتى أن مختلف الجماهير باتت غير واثقة من فرقها والمنتخبات عندما تبدأ رحلة البحث عن المجد، بل وصل الامر انها باتت تضع يدها على قلبها خوفاً من تفاقم حالة التدهور والنزول إلى ماهو أدنى من حالها الحالي والواقع المرير الذي اصبحت تعيشه. نعم معترك اسيا مقياس حقيقي لواقعنا المتدهور ولكنه ليس الوحيد لتقهقر كرتنا فحتى على المشهد الخليجي ممثلانا نجران والفيصلي لم يفلحا في استعادة اللقب الخليجي مثل المنتخب الذي ودع في خليجي البحرين بمستوى متدن لايزال حاضرا في الاذهان. عربيا النصر والفتح هما الاخران لم يضيفا جديدا فودعا البطولة ولم ينجحا في الوصول حتى إلى النهائي، ويتواصل المشهد مع الاهلي والشباب اسيويا ليؤكدا رحلة الضياع في مشهد لا يتواكب مع سمعة الكرة السعودية، وعلينا ان نفتح هذا الملف بكل شفافية، وندرس الأسباب ونضع يدنا على الجرح حتى لا يستمر النزيف الى مصير مجهول لانعرف بعده العودة إلى امجاد تعبنا في تحقيقها وعانينا سنينا حتى تحققت!! الانتكاسة التي تمر بها الكرة السعودية ليست وليدة اليوم فهي امتداد للاعتلال الذي لازم المنتخب الاول منذ مونديال 2002 بكوريا واليابان ولعل توديعه لمنافسات كأس العالم بالبرازيل من الادوار التمهيدية هو المشهد الذي لازال أكثر ألما فتوالت الآلام مع المنتخبات والأندية، فرحيل المدربين كان مسكناً لامتصاص غضب الجماهير والنقاد ولكنه لم يكن حلا لان الحال استمر بالمنتخب والأندية ولم ينفع معها تغيير المدربين. لنعيد لكرتنا هيبتنا، ولأنديتنا مكانتها علينا ان نعيد تفكيرنا وطريقة إدارتنا لدفة الأمور ونبدأ بإعادة صياغة الاحتراف وتطوير الحكام، وضبط ادارات الاندية من القرارات والصفقات التي اصبحت أرقاما تتغنى بها لكنها لم تحقق أرباحا ولم تهدِ بطولات. فهل نحن قادورن على استعادة سيادتنا وإعادة هيبتنا كرويا ؟! أم أن لمسلسل الضياع مشاهد وفصولاً لم تعرض بعد!! الأهلي خرج بطريقة درامية