في المناظرة الثالثة والاخيرة قبل اسبوعين من انتخابات الرئاسة الامريكية اشتبك الرئيس باراك اوباما مع منافسه الجمهوري ميت رومني بشان القوة العسكرية للولايات المتحدة وكيفية التعامل مع الازمات في الشرق الاوسط بينما تظهر استطلاعات الرأي إحتدام المنافسة بين المرشحين. وفي الفرصة الاخيرة للرجلين لاجتذاب ملايين الناخبين الذين شاهدوا المناظرة علي شاشات التلفزيون إتخذ اوباما موقف الهجوم من البداية. وانتقد منافسه الجمهوري لمقترحاته بشان الشرق الاوسط وسخر وقال ان رومني يريد ان يعيد الولاياتالمتحدة الى موقف الحرب الباردة الذي نبذته منذ فترة طويلة. وقال اوباما ايضا ان المرشح الرئاسي الجمهوري باعلانه ان روسيا "خصم جيوسياسي" للولايات المتحدة يريد أن يعيد عقارب الساعة الي الوراء. واضاف قائلا "الحرب الباردة انتهت قبل 20 عاما" موجها حديثه الى رومني بينما كانا يجلسان الي طاولة نصف دائرية امام بوب شيفر الذي أدار المناظرة. وقال اوباما "فيما يتعلق بسياستك الخارجية.. يبدو انك تريد أن تستورد السياسات الخارجية لعقد الثمانينات." وقال رومني ان سياسات اوباما تجاه الشرق الاوسط وشمال افريقيا لا تمنع اعادة ظهور التهديد الذي تشكله القاعدة في المنطقة. ورد عليه اوباما قائلا "الهجوم علي ليس هو الطريقة التي يمكننا بها ان نتعامل مع تحديات الشرق الاوسط." واتفق المرشحان على انه ينبغي للولايات المتحدة ان تدافع عن اسرائيل إذا هاجمت ايران الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الاوسط لكن رومني قال انه سيشدد العقوبات التي تؤثر بالفعل على الاقتصاد الايراني. وأعاد المرشح الجمهوري -الذي جعل من وعده اعادة بناء الاقتصاد الامريكي الضعيف القضية المحورية طوال الحملة الانتخابية- مرارا المناقشة الي المسائل الاقتصادية قائلا ان الامن القومي للولايات المتحدة يعتمد على اقتصاد قوي. لكن اوباما رد عليه بقوة قائلا ان خطة رومني الاقتصادية ترتكز الى تخفيضات في الضرائب لم يكن لها تأثيرها المرغوب في السابق. واضاف ان رومني لن يكون بمقدوره موازنة الميزانية وزيادة الانفاق العسكري بمثل هذه الخطة. وعقدت المناظرة بينما أظهرت معظم استطلاعات الرأي تعادل كفتي المرشحين مع حصول كل منهما على نسبة تأييد قدرها 46 بالمئة. وجاء اوباما الى المناظرة في بوكا راتون وهو يتمتع بميزة قيادة الامن القومي والشؤون الخارجية للولايات المتحدة على مدى الاعوام الثلاثة والنصف الماضية. وينسب اليه الفضل ايضا في انهاء حرب العراق وقتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في 2011 . لكن رومني كان لدي فرص كثيرة لتحويل دفة المناقشة الي الاقتصاد الامريكي الضعيف وهو موضوع يرى الناخبون انه يحظى فيه بمصداقية أكبر.