وجّه المرشح الرئاسي الجمهوري ميت رومني انتقادات شديدة الي الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسبب طريقة تعامله مع التهديدات في الشرق الأوسط قائلا إن افتقار اوباما لمهارات القيادة جعل المنطقة المضطربة أكثر خطورة. وفي كلمة وصفتها حملته بأنها خطاب رئيسي بشأن السياسة الخارجية دعا رومني الى استخدام اكثر حزما للنفوذ الامريكي في الشرق الاوسط واوروبا وآسيا وامريكا اللاتينية. وانتقد رومني ايضا اسلوب اوباما في معالجة الاحداث التي وقعت في ليبيا الشهر الماضي والتي قتل فيها السفير الامريكي كريس ستيفنز وثلاثة امريكيين آخرين في هجوم شنه متشددون على القنصلية الامريكية في بنغازي. واتهم حاكم ولاية ماساتشوستس السابق ايضا اوباما بالفشل في استخدام الدبلوماسية الامريكية لتشكيل الاحداث في ايران والعراق واسرائيل وسوريا وروسيا ومناطق اخرى. وفي كلمته التي ألقاها امام طلاب عسكريين في معهد فرجينيا العسكري قال رومني "الرئيس مغرم بالقول إن (موجة الحرب تنحسر).. وانا أريد أن أصدقه مثل أي أحد آخر. لكن عندما ننظر إلى الشرق الأوسط اليوم.. يتضح أن خطر الصراع في المنطقة بات الآن أشد من الوقت الذي تولى فيه الرئيس منصبه". وانتقل رومني من التركيز على الاقتصاد الأمريكي إلى الحديث حول كيفية تعامله مع السياسة الخارجية حال انتخابه في السادس من نوفمبر تشرين الثاني. واستعرض اثناء كلمته مواقفه تجاه الأمن القومي قبل مناظرته الثانية مع أوباما في 16 أكتوبر تشرين الأول والتي ستتضمن مناقشة حول السياسة الخارجية. وسعى رومني في كلمته يوم الاثنين الى إظهار تمتعه بالسمات الرئاسية التي تؤهله للعمل على الساحة العالمية وسعى لإقناع الأمريكيين بأنه سيبدي قيادة أمريكية قوية في العالم لكنه لن يندفع بتهور إلى خوض صراع مسلح. ودعا رومني الي سياسة خارجية أكثر قوة رغم انه اوضح انه لن يندفع الى صراع مسلح. لكنه اتهم اوباما بالتعجل في سحب القوات الامريكية من العراق قائلا إن المكاسب التي تحققت بشق الانفس هناك تآكلت مع تزايد العنف ونشاط القاعدة. ويعتبر اوباما قراره سحب القوات الامريكية من العراق تنفيذا لوعده في الحملة الانتخابية في 2008 الذي قدمه استجابة لرغبة الامريكيين الذين سئموا الحرب. الى ذلك حث الرئيس الامريكي بارك أوباما مؤيديه على تكثيف جهودهم خلال الاسابيع الاخيرة من حملة اعادة انتخابه معربا عن ثقته من الفوز في الانتخابات الرئاسية التي تجري في السادس من نوفمبر تشرين الثاني. وقلصت استطلاعات الرأي الفارق بين الرئيس الديمقراطي ومنافسه الجمهوري ميت رومني بعد المناظرة التي جرت بينهما الاسبوع الماضي وقال معظم المراقبين إن رومني حاكم ماساتشوستس السابق تغلب فيها على أوباما. وأظهر استطلاع لمركز بيو للابحاث ان الاداء القوي للمرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الامريكية في مناظرة الاسبوع الماضي ساعدته على التقدم على أوباما. وقال مركز بيو أمس إن الناخبين المحتملين فضلوا رومني بنسبة 49 في المئة مقابل أوباما بنسبة 45 في المئة. وكان رومني متأخرا عن أوباما بفارق تسع نقاط مئوية بين الناخبين المحتملين في شهر سبتمبر ايلول. وخلصت استطلاعات أخرى للرأي الى ان رومني حصل على دفعة من مناظرة الاسبوع الماضي وهي الاولى من بين ثلاث مناظرات رئاسية لكن غالبية الاستطلاعات أوضحت ان أوباما احتفظ بالصدارة. وخلال رحلة لولاية كاليفورنيا لجمع التبرعات حاول أوباما طمأنة أنصاره على فرص الفوز رغم ادائه في المناظرة. وقال أوباما في حفل عشاء لجمع التبرعات بلغ فيه سعر التذكرة 20 ألف دولار وحضره نحو 100 شخص "أحب التنافس وأنا عازم على الفوز في هذه الانتخابات". وقال أوباما "سنحقق هذا فقط اذا سيطرت هذه الفكرة على كل شخص تقريبا طوال الايام التسعة والعشرين القادمة" مشيرا الى انه رغم الدعم المالي الذي قدمه الحضور الا ان بوسعهم العمل أكثر من هذا لمساعدة الحملة. وفي مناسبة اخرى في وقت لاحق من امس الاثنين لجمع التبرعات حضرها نحو 6000 شخص هاجم أوباما رومني لتعهده خلال المناظرة بخفض تمويل التلفزيون الحكومي.