اختتم مرشحا الرئاسة الأميركية سباقهما نحو البيت الأبيض، في مناظرتهما الثالثة التي جرت فجر اليوم، وتركا الحكم للناخبين في 6 نوفمبر، إما بالتجديد للرئيس باراك أوباما، أو بانتخاب للجمهوري ميت رومني. خصصت المناظرة الثالثة بين الرجلين التي جرت في جامعة بوكا راتون في فلوريدا(جنوب شرق) لملفات السياسة الخارجية، حيث يرى فيها كل منهما فرصة كبرى لترجيح كفة ميزان استطلاعات الرأي لصالحه. وخلافا للاقتصاد، فإن السياسة الخارجية لا تعتبر عاملا حاسما في خيار الناخب الأميركي باستثناء بعض الحالات الخطرة، كما حصل مثلا مع الرئيس جيمي كارتر في 1980، حين خسر الانتخابات جراء أزمة الرهائن في إيران، أو مع الرئيس جورج بوش في 2004، حين ربحها بعدما استفاد من شعور الوحدة الوطنية بسبب الحرب في العراق. ويؤكد مستشار رومني في السياسة الخارجية، اليكس وونج، أن "الجميع يقر أن العمل والاقتصاد، ولا سيما بعد أربع سنوات من النهوض الهزيل، هما التحدي الأول في الانتخابات". وبإمكان أوباما أن يعول في السياسة الخارجية على إنجازات وعد بها خلال الحملة الانتخابية، وتمكن من تحقيقها، وفي مقدمها الانسحاب من العراق، وبدء الانسحاب التدريجي من أفغانستان والحرب على تنظيم القاعدة. وفي الملف الأخير تحديدا، شكل مقتل أسامة بن لادن، على أيدي فرقة كومندوز أميركية في باكستان في 2 مايو 2011 ضربة ديموقراطية قاضية للاتهامات التي لطالما كالها الجمهوريون لخصومهم، متهمين إياهم بالتراخي في كل ما يتعلق بالأمن القومي. إلى ذلك أعلنت صحيفة لوس أنجلوس تايمز، إحدى أهم الصحف الأميركية أمس، تأييدها للرئيس أوباما، معتبرة أن "قيادته الراسخة" تؤهله للبقاء في المنصب. وقالت افتتاحية الصحيفة: إن "القيادة الراسخة للرئيس أوباما خدمت الأمة جيدا. هو يستحق ولاية ثانية". وأضافت "حين هاجمه خصومه كاشتراكي، أظهر نفسه رشيدا، أقل تمسكا بالأيديولوجيات عن كونه براجماتي، وأكثر حذرا عن كونه مغرورا".