أثمرت نتائح التقنيات الأثرية التي أجرتها البعثة السعودية الفرنسية المشتركة في محافظة الخرج التابعة لمنطقة الرياض أخيراً، اكتشاف المسجد الجامع للمدينة الرئيسية في اليمامة الذي يعود تاريخه إلى صدر الإسلام، كما تم العثور على مواقع من العصر الحجري تعود ل100 عام مضت. وأشارت النتائج الأولية للبعثة بحسب بيان من الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى أن المسجد الذي تم اكتشافه قد يكون الأكبر في الجزيرة العربية بعد الحرمين الشريفين في تلك العصور، وأنه يتميز بوجود أعمدة دائرية ضخمة تحمل سقفه، ويزيد قطرها على المترين، وكان له ثلاثة أروقة مسقوفة ربما على أقواس، كما أن له محراباً واضحاً، ويبدو صحنه المكشوف ضخماً، ويظهر خلف الصحن جزء آخر تكونه وحدات معمارية، ويظهر ركام طيني في الركن الشمالي الشرقي للمبنى ربما أنه أطلال المئذنة، ويجاور المسجد الأحياء السكنية، كما شمل المسح الميداني للبعثة مستوطنة البنة (الخضرمة)، وتم عمل تخطيط شبكي للموقع داخل السياج الحديدي، إضافة إلى مستوطنة حزم عقيلة، وخمسة مواقع إسلامية متناثرة في امتداد وادي نساح، علاوة على مسح الجبال المطلة على وادي نساح إلى الشمال مباشرة من خط الرياضوادي الدواسر. وأظهرت النتائج العثور على عدد من مواقع العصر الحجري القديم، وهي المرة الأولى التي تكتشف فيها مواقع من فترة العصر الحجري القديم في محافظة الخرج، والتي ربما يعود تاريخها لأكثر من 100 ألف عام في جبال الشديدة، إضافة إلى مواقع العصر الحجري القديم الأعلى، كما تم العثور في الموقع على كسر الأواني الفخارية العادية والمزججة، ومجموعة من كسر الأساور المصنوعة من عجينة الزجاج والمطعمة بعجائن ذات ألوان أخرى، إضافة إلى كسر قليلة من أواني الحجر الصابوني الرمادي التي يبدو أنها أجزاء من مسارج وأوان صغيرة، التي تمثل فترة أواخر ما قبل الإسلام وحتى القرن الخامس الهجري.