أثنى صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض على نتائج التنقيبات الأثرية المنفذة في محافظة الخرج أخيرا، وبالأخص الاكتشافات الأثرية التي تبرز الأهمية التاريخية للمنطقة المتمثلة في اكتشاف المسجد الجامع للمدينة الرئيسة في اليمامة الذي يعود تاريخه إلى صدر الإسلام. وثمن الأمير سطام بن عبد العزيز جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في هذا الشأن، معبرا عن سروره بنتائج العمل الميداني للبعثة السعودية الفرنسية المشتركة في محافظة الخرج التي أسفرت عن هذا الاكتشاف المهم. وقال أمير منطقة الرياض في خطاب شكر رد على خطاب رئيس الهيئة المرفق به تقرير أولي عن نتائج العمل الميداني للبعثة السعودية الفرنسية المشتركة في محافظة الخرج «لقد اطلعنا على ما احتواه هذا التقرير من معلومات ونتائج سررت بها، فنشكر سموكم وجميع العاملين معكم على هذه الجهود الطيبة». وأسفرت عمليات البحث المنفذة حاليا من البعثة السعودية الفرنسية المشتركة في الخرج في أعمال الموسم الأول عن اكتشاف المسجد الجامع للمدينة الرئيسة في اليمامة أبان صدر الإسلام والعصرين الأموي والعباسي، وهو مسجد كبير، تدل المؤشرات على أنه قد يكون الأكبر في الجزيرة العربية بعد الحرمين الشريفين في تلك العصور. ويتميز المسجد بوجود أعمدة دائرية ضخمة تحمل سقفه، ويزيد قطرها على المترين، وكان له ثلاثة أروقة مسقوفة ربما على أقواس، كما أن له محراب واضح، ويبدو صحنه المكشوف ضخما، ويظهر خلف الصحن جزء آخر تكونه وحدات معمارية، كما يظهر ركام طيني في الركن الشمالي الشرقي للمبنى ربما أنه أطلال المئذنة، ويجاور المسجد الأحياء السكنية. وشمل المسح الميداني للبعثة مستوطنة البنة (الخضرمة)، وتم عمل تخطيط شبكي للموقع داخل السياج الحديدي، إضافة إلى مستوطنة حزم عقيلة، وخمسة مواقع إسلامية متناثرة في امتداد وادي نساح، إضافة إلى مسح الجبال المطلة على وادي نساح إلى الشمال مباشرة من خط الرياضوادي الدواسر. وأظهرت النتائج الأولية لعمل البعثة العثور على عدد من مواقع العصر الحجري القديم، وهي المرة الأولى التي تكتشف فيها مواقع من فترة العصر الحجري القديم في محافظة الخرج، والتي ربما يعود تاريخها لأكثر من مائة ألف عام وذلك في جبال الشديدة، إضافة إلى مواقع العصر الحجري القديم الأعلى. وتم العثور في الموقع على كسر الأواني الفخارية العادية والمزججة، باللون الأخضر الغامق والأخضر العشبي، ومجموعة من كسر الأساور المصنوعة من عجينة الزجاج والمطعمة بعجائن ذات ألوان أخرى مثل الأصفر والأحمر والأزرق، إضافة إلى كسر قليلة من أواني الحجر الصابوني الرمادي التي يبدوا أنها أجزاء من مسارج وأواني صغيرة، وتدل مجموعة الأواني الفخارية على فترة استيطان من الفترة العباسية، وربما أنها تمثل فترة أواخر ما قبل الإسلام وحتى القرن الخامس الهجري.