\"مساؤك بهجة بودي أن ننظم قصيدة مشتركة \" هكذا استهلت شاعرة الجوف الأبية ملاك الخالدي رسالتها التي كان من ثمراتها هذا النص العابق بالإخاء ... ملاك شاعرة الوطن الصديقة التي عرفتها عبر نصوصها المثقلة بالإبداع فكان الحرف يجليها لعيني كما الجوف إباءً عصياً على الإنكسار ... استمطرتها فكان وبلها غدقاً ... ولأن جازان شامخة حد معانقة الغيم كان هذا الإنهمار .. ملاك .. هل تعلمينَ بأن الصبحَ يشبهنا و نشبهُ الحزنَ إذ نتلو أمانينا؟ فكلما أشرقتْ في الروحِ قافيةً جاء الأسى فاتكاً قسراً قوافينا! شقراء نعم و أعلمُ أن الحزنَ يغسلُنا يدافعُ اليأسَ يجلو بؤسَ ماضينا يدوزنُ الحرفَ بالأشجانِ يصبغها كيما يعطرُ بالألحان نادينا ملاك لكنما الحزنُ يا شقراء يُتعبنا و يملأُ القلبَ بالآهاتِ يدمينا متى سنضحكُ و الأيامُ ترسمنا صبحاً و ضوءُ الندى والسعدِ حادينا؟ شقراء سيشرقُ الفجرُ في عينيكِ قافيةً و يزهرُ الوعدُ في الأرواحِ نسرينا سنزرعُ الكونَ أفراحاً و ترنمةً و نقطفُ الشعرَ تذكاراً يجلينا ملاك متى.. متى؟ والزمانُ المرُ يفجعنا يضمِّخُ الأفْقَ أشواكاً و يرزينا و يوصدُ الحلمَ من بعد ابتسامتهِ حتى بكى الصبحُ و التاعت ليالينا شقراء رفيقةَ الشعرِ لازالت مراكبنا نحو الهناءِ تغد السيرَ تزجينا و لا تزال ببطن التيه قبلتنا فاستمطري الفجرَ عل الفجر يهدينا! ملاك و كم مضتْ أحرفي بالدمعِ نازفةً طافتْ رباكِ فجاءتني رياحينا لا أحزن الله يا شقراءَ خافقكِ طول الزمانِ و قولي الآن: آمينا شقراء أمّنتُ يا طفلتي الحسناء فالتمسي درباً من الحزنِ والأوصابِ ينجينا مدي ذراعيك للرحمنِ يملؤها أمناً و يبعثُ للأحزانِ تأبينا شقراء المدخلي