يزورنا العيد كل سنة ، فينشر البهجة والسرور على قلوبنا ، ويزيد تواصلنا مع بعضنا ، ويثير في نفوسنا ذكريات جميلة ، ومواقف حلوة ، تلتذ بها نفوسنا ، وتأنس بها أرواحنا ... وهذه الأبيات هَمَت عليَّ في لحظة تذكر ، فكانت كقطرات المطر اللطيفة على نفسي ، أصور فيها شيئاً من ذكرياتٍ عشت بعضها وتلذذت بسماع رواية آبائنا لبعضها. أتمنى أن أشارككم فرحة العيد بها ... إليكَ ياعيدُ قد سُقنا أَمَانِينا نَبثُّكَ الودَ عطراً فاحَ نِسرينَا نبثُّك الود شعراً سالَ منسكباً فمرحباً عيدَنا في الفطرِ يُحْيِينا يا عيدُ أهلاً فكم أبعدتَ من حَزَنٍ فيكَ اجتمعنا فما أحلى ليالينا يا عيدُ رفقاً فقد أيقظتَ ذاكرتي وها أنا أنتشي ذِكراً لماضينا ما زلتُ أهربُ من عُمُري لأسترَه لكنَّ ذا العيدَ يفشي السرَ تلقينا يا عيدُ إني إذا أَقبلتَ في وَلَهٍ أذوبُ شوقاً لأَيامٍ تُنادينا أعودُ طِفلاً بريئاً في مرابعِكم فهذه لُعبتي تسعى تُلاقينا أَتذكرون زماناً يوم أن كُنَّا نجوبُ في العيدِ في أرجاءِ نادينا نقولُ جُودوا علينا من عوائِدِكم في أحسنِ الحالِ يا جيرانَ وادينا فإن أَجابوا رفعنَا دعوةً جمَعَتْ معانيَ الخيرِ إِعلاناً وتأمينا وإنْ أَشاحُوا رددنَا كُلَّ صالحةٍ ثم استدرنا وعُدْنَا غيرَ راضينا عِيديةُ الأمسِ تحوي كُلَّ نادرةٍ من الحُبوبِ ومنْ حلوى تُناجينا يالذةً سُكبتْ في كَفِّنَا فَغَدَتْ تُرَفْرِفُ السعدَ والبُشرى بأيدِينا أَسعد بِنا في ثيابٍ كُلُها طُرَفٍ والكُمَّ نَخْبُنُه إن طالَ تزيينا ما أجملَ العيدَ والأطيارُ منشدةٌ في لحنِها الأنسُ أضحى خيرَ حادينا تمرُّ قريتنَا في ثوبِ زائرةٍ قبلَ الشروقِ فتُحيي الصبحَ تلحينا هذي قُرَانَا وأهلونا بعيدِهمُ أفراحُهم بِشرُهم تبدو رياحينا فالحبُ يجمعُهم في مجلسٍ عَبَقَتْ بقهوةِ الودِ والفنجانُ ساقينا مشاهدُ الأمسِ مرَّتْ وَمْضَ ذاكرةٍ فهزّتِ الشوقَ تدعو عبقَ مَاضينا واليومَ ياعيدُ أنت العيدُ في أَلَقٍ تَبقى لنا موئلاً بالسعدِ يُسْلِينَا فنلتقي إخوةً والحبُ يجمعنا ما أجملَ العيدَ في صحبٍ محبينا حمداً لك اللهُ إذ أسعدتَ مهجتنَا بالعيدِ يأتي فنهديهِ تصافينا جمال بن حمد الحمداء الثلاثاء 1/10/1432ه