أَبَا "يَارَا" مُصَابُ الناس لَيْسَ لَهُ حَدّ بفقْدِكِ يا أَغْلى غَوالِينَا لَوْ تُفْتَدَى لَفَدَتْكَ اليوم "أمتنا" تَزْهُو بِشيِبٍ وشُبَّانٍ مُحِبِّينَا خّلَّدْتَ عِبْئاً ثقيلاً لّيْسَ يَحْمِلُهُ إلا عَظِيمٌ تخَطَّى كُلَّ "إسْفينا" مَثَّلْتَ شَعْبَكَ تمثيلاً تؤيده "رعاية الله" توفيقاً وتمكينا لم يُغْرِكِ "الحُكْمُ" مَهْمَا كُنْتَ منتصراً وما تَعَالَيتَ في تِيه المستْبِدِّينا غَنَّيْتَ آمالَنَا نوراً مُضَوِّيَةً بشِعْرِكَ فَازْدهَتْ فيهِ مغانينَا أَنْشَدْتَ بين الوَرَى "أمجادَ أُمَّتِنَا" فَرَدَّدَ "اللَّحْنَ" قاصينا ودانينا "رُبى القداسة" "رَبُّ العرش" أبْدَعَهَا "فِرْدَوسَ" دُنياهُ إبهاراً وتَزْيينَا عَطَّرْتَ أجواءَها في كل قافية منْ شِعْرِكَ العذب تغريداً وتلْحينا فَضَمَّك اليومَ في أرجَائِهَا عبق من العطور فَيُحْيْينا ويُنْشينَا إذَا رثيْتُكَ فاعْذُرْني على شَطَطِي فمِنْ قَوافِيقكُمُ صِيغَتْ قوافينَا ومن "مَعَازفكُمْ" غَنَّتْ "مغانينا" ومِنْ "ٍمَنَابِعِكُمْ" سالتْ "مَنَاهِلُنا" ومنْ "سَحَائبكُمْ" فاضَتْ "سواقينا" ما مات مَنْ وَسَمَ "الدنيا" بميسمِهِ ما مات من أنجز الغُرَّ الميامينا فالذِّكْرُ باقٍ لمَنْ راياتُهُ خفقَتْ وكلَّما خَفَفَتْ رقَّتْ أَمَانينا *** خمسون عاماً تُغّنِّي مَجْدَ أُمَّتنَا يَا طيبَهَا نَغَمَاتٍ في أغانينا رَفَعْتَ للمجدِ راياتٍ مطرزةً في "الجامعات" نُفَدِّيها وتَفْدينَا ما كان "غازي" كأستاذٍ بجامعة ولا "وزيراً" بدسْتِ "الحكمِ" تَعْيينَا بلْ كان مَرْجعاً في كلِّ مُعْضلَةٍ فكان "مُنْجدنا" بلْ كان مُغْنينا وَعلَّم "الجيل" بعد "الجيل" فازدهرت "بلادنا" وزَكَتْ فيها "مغَانينا" "غازي القصيبي" سجلٌّ خالدٌ كُتبَتْ سُطُورُةُ من أحاسيس تناغَيِنا أَعْمَالهُ نَفَحَاتُ حُبٍّ مِنْ أَحِبَّتهِ يَفْدُوهُ بالرُّوحِ قاصَينَا ودانينَا يُوَجِّهُ "العاملين" دوْماً في "وزارتِهِ" حَتَّى يُحَقِّقَ في صَمْتٍ "مرَاميْنَا" فَقِيْمَةُ المرءِ في نَفْعٍ يُقَدِّمُهُ وفي عطاءِ ثمارِ الخير تُغْنِينَا *** كمْ كُنْتُ أُصغِي لأنفاسٍ مُعَطَّرة من "شاعر الحبَّ" يُزجْيِهَا رَيَاحيِنا وَكَمْ رَعَيْتَ "شاباً عاطلاً" عَمِلُوا وكَمْ زجَجْتَ لنا "طّباً" يداوينا أبا "يارا" عزاءُ الناس أنَّ لكُمْ من "المآثرٍ" ما يُرْضِي أمانينا منْهَا "المصانِعُ" منها "كهرباءُ" سَمَتْ منْها "المياهُ" التي أضَحَتْ تُرَوِّيَنا في كل بيت لَهُ في الناس "مأثرة" يَشْدُو ويَحْدُو بها في الجمع حادينا و"الشعرُ" شَاكٍ في محَافِلِهِ يبكيكَ في كل نادٍ من نوادينا في كلِّ "قُطرٍ" لكم شعرٌ يردِّده راوٍ ويشدو به في الساح شادينا فالرّزء في "مصر" أشجاها وأرَّقَهَا كما يُؤرّقُنَا حزناً ويُشْجينَا وفي "الشاّم" تَعَالَى من منابرهِ إنشادُكُم فَانْتَشَتْ منه روابينا وفي "الخليج" أقَضَّ الخطبُ مضجعهمْ إذْ أَسْكَتَ الصمتُ مَنْ هَزَّ الملايينا منابر العربِيِّ اليوم صامِتَةٌ والضَّادُ تُغْضِي حياءً إذ تُعزِّيَنا ما مات من ذكره في كل قافيةٍ باقٍ وفي كل لحنٍ من أغانينا محمد كامل الخجا