حذرت رئيسة وحدة أمراض الباطنة العامة في مدينة الملك فهد الطبية رئيسة اللجنة المنظمة في اليوم التوعوي للجلطة الوريدية الدكتور ابتسام بخش، من عواقب الجلطة الوريدية على الإنسان ، حيث يتوفى منها سنويا في العالم ثلاثة ملايين شخص، مبينة أن معدل وفياتها يفوق وفيات مرضى سرطان الثدي والإيدز، وحوادث السيارات. جاء ذلك في كلمة ألقتها خلال تدشين اليوم التوعوي للجلطة الوريدية الذي نظمته مدينة الملك فهد الطبية برعاية المدير التنفيذي للإدارات الطبية الدكتور عبدالعزيز العبيد في مقر المستشفى الرئيسي. وأشارت الدكتورة بخش إلى أن جلطة الشريان الرئوي هي السبب الرئيسي للوفاة لدى المرضى المنومين في المستشفيات، موضحا أنه يمكن الوقاية منه بنسبة كبيرة بإذن الله إذا اتبع الأطباء الأدلة الإرشادية للوقاية من الخثار الوريدي. من جانبه، بين استشاري الأمراض الباطنية رئيس اللجنة العلمية الدكتور محمد الشيف، أن جلطات الأوردة العميقة من الأمراض الصامتة، وتؤدي إلى عواقب وخيمة حيث تحدث عندما تتكون جلطة داخل أحد الأوردة، مثل أوردة الساقين، بحيث تؤدي إلى انسدادها بشكل كامل أو جزئي. وأفاد أن 30 في المائة من الحالات التي لم تشخص منذ البداية، يتوقع أن يحدث لديها الوفاة إذا لم تعالج بشكل مبكر، لافتا النظر إلى أنها قد تؤدي لمشاكل عديدة عند انسداد هذه الشرايين، كما أن 60 في المائة من الوفيات المفاجئة للمنومين في المستشفى تحدث بسبب بسبب جلطة الساق وانتقالها إلى الرئتين. وشارك في فعاليات اليوم التوعوي للجلطة الوريدية أكثر من 15 قسما من الأقسام الطبية في المدينة ممن لهم شأن في الخثار الوريدي وخارج المدينة كالجمعية السعودية لأمراض تخثر الدم، ومدينة الملك سعود الطبية ومجموعة من طلاب كلية الطب من جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز، في خطوة تستهدف تثقيف المجتمع والمرضى المنومين بالإضافة إلى الكادر الصحي بمختلف مستوياته لزيادة مستوى الوعي بأحدث أساليب الوقاية من الجلطات الوريدية. يذكر أن فريق تخثر الدم هو أول فريق متخصص في مجال أمراض تخثر الدم في المملكة حيث تم تكوين الفريق عام 2010 م في قسم أمراض الباطنة في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض . ويضم الفريق طبيبين استشاريين حاملين شهادة الزمالة في أمراض تخثر الدم من جامعة ماكماستر في كندا,كذلك يضم الفريق نخبه من الأطباء المساعدين والمقيمين ,أخصائية تثقيف صحي ,صيدلاني اكلينيكي ومنسق لهذا الفريق. ويهدف عمل الفريق إلى استخدام أحدث الوسائل المبنية على البراهين العلمية في الكشف المبكر والوقاية من الجلطات الوريدية وتشخيصها وتقديم العلاج في حالة حدوثها لكل من مرضى العيادات الخارجية والمرضى المنومين في مختلف أقسام مدينة الملك فهد الطبية مثل قسم العظام,قسم الجراحة,العناية المركزة,مستشفى النساء ومستشفى التأهيل التخصصي. كما أن لفريق تخثر الدم دور فعال في تدريب أطباء الامتياز والمقيمين وتخصيص دورات مكثفة لأطباء زمالة أمراض الدم في مجال تخثر الدم حتى يرقى المستوى التعليمي والتدريبي لهم ليكونوا قادرين على تقديم أفضل الخدمات العلاجية للمرضى، ويهتم الفريق بإجراء البحوث العلمية والمشاركة في إقامة الندوات والمؤتمرات العلمية لمناقشة أحدث ما توصلت إليه الأبحاث والتجارب العلمية في مجال تخثر الدم, وإقامة يوم توعوي سنوي لحث مختلف مستويات الكادر الصحي على استخدام وسائل الوقاية من الجلطات الوريدية لأي مريض يخضع للتنويم في مدينة الملك فهد الطبية . وبدأ الفريق بتوسع ملحوظ لتقديم الخدمة لمرضى العيادات الخارجية حيث يتم معاينة المريض المحول من داخل مدينة الملك فهد الطبية ومن خارجها في أقرب موعد لعيادة تخثر الدم حيث يجري تقييم الحالة والتوصل إلى أسباب حدوث الجلطات وإجراء الفحوصات الدقيقة للكشف عن النزعة الوراثية لتخثر الدم وتحديد خطة العلاج كاملة مع المريض في أول زيارة للعيادة.