حضرة إدارة مهرجان بيروت السينمائي الدولي: تحية وبعد،
بلّغتني إدارتكم المحترمة عبر مندوبها الأوروبي في باريس السيّد انطوان خليفة أن جائزة "مارون بغدادي لأفضل سيناريو" التي تقام ضمن الدورة الثانية للمهرجان قد ألغيت قبل أيام من بدء المهرجان.
قلتُ لا (...)
العربي الجديد اللندنية
كانت حميدة الكردية لا تعرف كللاً. تعمل ساعات طوال في تنظيف المنازل، ثم ترجع إلى منزلها، فتقوم بالمهمات نفسها، يُضاف إليها غسل الأولاد وإطعامهم، قبل أن تخرج إلى محل زوجها، بائع الخضار، لتعينه في البيع، وفي توضيب الخضار. كل هذا (...)
قلّما أحزنني موتُ كاتب لا يقضي انتحاراً أو قتلاً أو جنوناً.
والكتّاب"الخافتون"فقط هم القادرون على نزع عينيّ عن صفحات مؤلّفاتهم وزرعها فوق سطور تروي سِيَرهم الذاتية. لذا، فلن يحزنني موتُ نجيب محفوظ وقد قضى في التسعين من عمره، وقد رحل محاطاً مكرّماً (...)
قبل مجيء ناي، كنت أحسبني أعرف ماذا يعني أن تكون المرأة أمّاً، معتقدةً أنها سنّة الطبيعة - المدهشة حتماً - إنما التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل، باستثناء أننا أصحاب ذلك المني وتلك البويضات...
وكنت لا أستسيغ رفقة الصديقات ممن يستفضن في شرح فضائل الأمومة (...)
هناك أشخاص يحتلّون قلوبَنا من دون أعمارهم، يدخلونها متخفّفين من كل ما يجمعهم بالآخرين، فإذا بهم حين يغادرون يباغتوننا، ولا يعزّينا قطّ أن نكتشف أنهم لم يرحلوا عنّا مبكرين.
كان إبراهيم أصلان استثنائياً، أديباً وإنساناً. هكذا كنت أنا أراه. كالخارج من (...)
بعد أن تمّ إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي بقرار ملزم لمجلس الأمن، بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، بهدف محاكمة مرتكبي الاغتيالات السياسية كوسيلة للنفوذ والسلطة في المنطقة العربية، لا يمكن لمن كان مثلي، أنا المراقبة"الخلفية"أو"الجانبية"لما (...)
كلما قرأت خبرا عن ميشيل كيلو، تداعت وتخالطت في ذاكرتي صورتان :
في الصورة الأولى أنا في داخل سيارة مع شلة من الأصدقاء السوريين يحتفون بي ليهوّنوا عليّ عبوري"القسري"بدمشق وأنا متجهة إلى أهلي في لبنان، حين لم يكن النزول في مطار بيروت ممكنا. عددنا أكبر (...)
كالنطفة لا هوية لها ما لم تعرف اكتمالا وفترة إنضاج، تمتلئ مخيلة الروائي بعشرات الشخصيات والأحداث بهدف بلورة فكرة وحيدة. وربما انقطع نفَسُه وانتهى العمل قبل أن تكتمل الفكرة تلك، فإذا هي تلقي بظلّها على رواية قادمة وما يليها منتجة ما يعرّف بأنه (...)
إلى نون وميم وكاف وشين
وآخرين ممن نصبوا خيامَهم على تخوم هذا العالم
أنا هيدالغو دون كيشوت دو لا مانشا.
خيّال هذا الزمن الرثّ، فارس حروبٍ شمطاء ساقطة الأنياب منزوعة الحوافر. أصحو، بين الجرعة والأخرى، بين"الصاروخ"و"الشمّة"، وأنادي بما بقي حيّاً في (...)
على الشاشة الصغيرة، بدا إدوي بلينيل، مدير تحرير أكبر صحيفة في فرنسا لوموند، من خلال نبرته الخانقة وابتسامته المرتبكة، كأنه يعتذر عن وجوده في غير مكانه بما أنه مضطر كسواه للخضوع للعبة قوانين السوق. لكن حديثه المختلف عن كتابه الذي حمل عنوان "أسرار (...)
ضمن "مهرجان الخريف في باريس" تعرض حالياً مسرحية تحمل عنوان "مطبخ مالدن ماتيريك وبيتر هاندكه" على مسرح الباستيل الباريسي.
مالدن ماتيريك هو المخرج المسرحي الصربي البوسني الذي أنشأ "مسرح تاتو" في بداية الثمانينات، وهو مسرح عرف الشهرة والنجاح من خلال (...)
حين كنت متجهة للقائه في فندق البريستول خلال زيارته الخاطفة لباريس، خطر لي أن الصورة التي علقت في ذهني عن الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلو لا ترتبط كثيرا بما قرأت له من أعمال، بقدر ما هي متصلة بفصل من سيرته الذاتية أوردته الصحف ووسائل الإعلام نقلا (...)
حاز الروائي الفرنسي جان كريستوف روفين جائزة الغونكور الأدبية عن روايته "أحمر برازيل" الصادرة عن دار غاليمار.
وجان - كريستوف روفين الطبيب الذي كان أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية "أطباء من دون حدود" والذي اضطلع بمهمات رسمية عدة من الحكومة الفرنسية في (...)
لسنا، نحن أهل الرواية وما شابهها من الفنون المشهدية، في صراع نفوذ مع الحروب. هي الحروب التي دخلت في معارك معنا حين راحت تنافسنا على أدوات تعبيرنا...
اليوم، ما عادت الحروب تجاهر بأسمائها كما كانت تفعل اخواتها من قبل. اليوم، تدور الحروب بين أفكار وقيم (...)
رواية ليست رواية فعلاً على رغم أن هذه العبارة تتصدر الغلاف، كما لا يسهل تصنيفها كقصة قصيرة. كتاب صغير إذا صح التعبير إذ لا يتجاوز عدد صفحاته الستين، يتضمّن خمس عشرة رسالة تبادلها صديقان بين العامين 1932 و1934. نشر للمرة الأولى في إحدى المجلات (...)
"قال لهم موم: ولدت عام 1617 في باريس، درست الفن على فولين في باريس، رويس في تولوز، هيمكير في بروج. بعد بروج، عشت وحيداً. في بروج أحببت أمرأة وكان أن أحرق وجهي كلّه. خلال عامين، اخفيت وجهاً كريهاً في الشاطئ الصخري أعلى رافيللو في ايطاليا. الأشخاص (...)
في روايته الأخيرة "رعوية أميركية" التي صدرت ترجمتها الفرنسية أخيراً عن دار غاليمار خلال العام المنصرم، يصوّر فيليب روث، الروائي الأميركي الذي يعتبر اليوم من أفضل كتاب أميركا على الإطلاق، الأحداث التي ستقع لسيمور ليفوف، المواطن اليهودي الأميركي الذي (...)
رومان غاري، إميل آجار، بول بافلوفيتش، ثلاثة أسماء لا يقف وراءها بالضرورة ثلاثة أشخاص بقدر ما تتوارى خلفها شخصيات ضاعت حدودها الفاصلة بين الوهم والحقيقة، المتخيّل والواقعي، وقد اهتزّت هويات أصحابها إلى حد ما عادوا عُرفوا معه من هم بالتحديد، لا بل تحت (...)
في كتابه الذي يحمل عنوان "الفضاء الفارغ"، كتب المسرحي العالمي المعروف بيتر بروك ما يلي: "الامكان الوحيد المتاح أمامنا هو التالي: التأكد من صحة ما يقوله آرتو، مايرخولد، ستانيسلافسكي، غروتوفسكي، بريشت، ومقابلته من ثمة مع الحياة، انطلاقاً من المكان (...)
عاماً بعد عام، تعود اميلي نوتومب الى قرائها برواية جديدة ما تلبث أن تتحول الى حدث اعلامي وأدبي يتلقفه القراء بنهم. وها هي في روايتها الأخيرة التي تحمل عنوان "ذهول وارتعاد" الصادرة هذا العام عن دار "ألبان ميشيل"، حازت الشهر الفائت على الجائزة الكبرى (...)
يصعب على القارىء ايجاد موقع للكتاب الأخير لأنطوان فولودين الصادر أخيراً عن دار لوسوي والذي يحمل عنوان "ملائكة قاصرون" بمعنى تصنيفه أدبياً. فلا هو رواية بالمعنى الكلاسيكي للكلمة وان كانت جميع عناصر السرد متوافرة فيه وبمهارة وثراء قلّ نظيرهما، ولا هو (...)
منذ سنوات تعمل أريان منوشكين، المخرجة المسرحية الفرنسية المعروفة ومديرة "مسرح الشمس"، على موضوعات لها صلة وثيقة وشبه مباشرة بالواقع المحيط، كما كانت الحال مع مسرحيتها "وفجأة، ليال من اليقظة" المستوحاة من انتفاضة مفتقدي أوراق الإقامة في باريس، أو (...)
كيف لا تكتب بحبّ عن رجل يروي بكل هذا الحب عن أناس يحيون وسط عالم مفعم بهذه الكمية من الحب؟
هذا هو الشعور الاول الذي ينتابك ما ان تُنهي قراءة "ويأتي القطار" القاهرة، روايات الهلال - 1999 للكاتب محمد البساطي، وهي من الروايات القليلة التي تحيي بمثل هذه (...)
ما أن تُنهي قراءة رواية "تومبوكتو" للكاتب الأميركي الشهير بول أوسْتير، التي صدرت ترجمتها الفرنسية أخيراً عن دار "آكت سود"، حتى يتبادر الى ذهنك السؤال التالي: لو لم يكن بول أوستر نفسه هو كاتب رواية "تومبوكتو"، فهل كانت هذه لتحظى باهتمام النقاد أو (...)
لا تُقرأ رواية "أنقاض الأزل الثاني" لسليم بركات، بِنَهَم، هذا ما قلتُه للصديق ص.ح الذي أعارني الرواية. لا تُقرأ بنهم لأنك، كلما تقدمت فيها سطوراً أو صفحات، راودتك الرغبة بالعودة الى الوراء. كالعسل. لايليق به ألا تتذوقه بتؤدّة، على دفعات، وإلا دبقت (...)