كتبت منذ حين تغريدة أبَنتُ فيها رأيي في رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) للطيب صالح، وخلاصته أنها أقلّ من أن يُحتفى بها تلك الحفاوة، فتوالت الردود ما بين مؤيّد ومعارض، واختلفت وجهات النظر، وتعددت سبُل التعبير، في نقاش شابه بعض التجريح، ولكنه -مع ذلك- (...)
كان أولُ لقاء بيني وبين عبدالله الزيد -رحمه الله- لقاءً ودّيًّا، جرّه اختلاف ذوقيّ، وذلك أنه نشر مقالة في (المجلة الأدبية) التي كان يصدرها نادي الرياض الأدبي (في العدد 17 من السنة الثانية)، عرض فيها لنونية ابن زيدون (أضحى التنائي بديلاً عن تدانينا)، (...)
(1)
إن رأيتَ من استَفْززتَ ركينًا وقورًا، فلا تحملنّ ذلك على العجز عن جوابك، فربما كان الصمتُ أبلغَ ردّ على غلظتك وعُنجهيّتك.
وكائِنْ ترى مَن آثر الصمتَ، إبقاءً على المودّة، ومراعاةً للخِلطة، ووفاءً للسابقة. ولو شاء لانتصر منك، غير أن المروءة تحجزه (...)
اقتحام الخصوصيات والتدسّس في زواياك ومفاجأة عزلتك من شرّ ما أنتجته وسائل التواصل الاجتماعي، وما ابتكرته الاتصالات الحديثة.
لستُ الآن - وقد اندرجت في هذه المعامع - مالكًا لوقتي، ولا مضطجعًا كلما رغبت، ولا خارجًا كلما أردت، بل ربما لا أستطيع ممارسة (...)
حكاية عبدالله بن ثقفان والأدب الأندلسي حكاية علاقة بين اثنين اتصل الأول منهما بالآخر، فدان له الآخر ولان.
ابتدأت علاقته بهذا الأدب القَصِيّ زمانًا ومكانًا منذ شرع في بحوثه العالية، فكانت دراساته الجادة المضيفة إلى التراكم المعرفي عن ذلك الأدب صروحًا (...)
مرةً
هبط النجمُ من بيتِه وانتحَبْ
سأل الرملُ: فيم البكاءُ؟
فقال: على نخلةٍ نال منها التعبْ
* * *
دمعتي من حدبْ
* * *
مرةً
وقف الدربُ
قيل له: امضِ
فقال: إلى أن يفيقَ المسافرُ من غَشَياتِ الوصبْ
* * *
مرةً
فرّق المُنحَنَى
قطرتينِ من النهرِ
فالتقتا في (...)
حين لا تجدُ في دفتر عتيق سوى توقيعٍ عابرٍ كآثار خُطًا بعثرتها الريح، كبقايا ضحكة نادمة...
الذي بيننا
كالذي بين قُبَّرَتينِ..
ومثلُ الذي بين لفظينِ..
في حكمة ذائعهْ
* * *
الذي بيننا
دمِثُ الصوتِ..
مُعْتَصِبٌ بالمعاني الرِّقاقِ..
وباللغةِ الرائعهْ
* * (...)
أبو علي، وما أبو علي؟
رجل نبيلٌ نقيٌّ في زمن شَغَفته المادة، وشَعَفته المصالح الشخصية.
أستاذ جامعي عرف للتخصص قيمته وخطرَه، فانطلق في شعابه باحثًا متقصّيًا، فتهدّى إلى إنجاز أبحاث دمّثتْ السبيل لغيره إلى فِكَر أخرى، فكان نعم الباذر لمن حصدوا زرعه، (...)
أضع بين يديك هذه المعادلة: (لغة قوية = أمة قوية). ماذا ترى؟ أو لنعكس المسألة: (أمة قوية = لغة قوية) هما معادلتان صحيحتان، يشهد لهما التاريخ والواقع، وينبني عليهما القول بأن ضعفنا اللغوي يعني أننا أمة ضعيفة، وهذا الضعف يستدرج عدة أحكام أخرى: الضعف (...)
تُفكِّرُ أن تبدأَ الزلزلةْ
فتخشى على النهرِ أن تُثكِلَهْ
وتوشِكُ زوبعةٌ أن تثورَ
فترحمُ إغفاءةَ السنبلةْ
ويطغى الحنانُ على نَيزَكٍ
فينحَطُّ في بُقعةٍ مهمَلةْ
وينطِفُ سِحرًا فمُ الزنجبيلِ
لكأسٍ إلى الثغرِ مستعجِلةْ
ويلتَفُّ غصنانِ في دوحةٍ
لتهدأَ (...)
رجع لقصيدة سامي العجلان (في ضوء المسافة) المنشورة في المجلة الثقافية (العدد 382، 18-11-1433ه)
جراحي و(المدى سفرُ)
لرَوح الله تنتظر
ومن فجٍّ عميقِ الغو
رِ يسري المُنجِدُ القدرُ
سرتْ عيناك في عينيّ
..والكلمات تنشطِرُ
وكنتُ على سرير الوحْ
شةِ (...)
بعد أيام ينعقد المؤتمر الثالث للأدباء السعوديين، بعد مرور أكثر من عقد على الثاني وأكثر من ثلاثة عقود على الأول. وهذه الفترة الطويلة بين كل مؤتمر والذي يليه تستدعي أن تولي وزارة الثقافة والإعلام اهتمامًا بأسبابها، وتخطيطًا أفضل وأدقّ للمؤتمرات (...)
دبل
استنكر أحد الأساتذة المولعين بالفصاحة على أحد تلاميذه أن قال: (المنهج دبل) فقال: عزّ عليك أن تقول: (المنهج مضاعف)؟
وما له لا يقول (دبل) والعرب تقول: دبل الرجل اللقمة أي: كبرها؟ وأحدهم يهجو أحد الأكلة قائلاً:
تدبل كفاه، ويحدر حلقه
إلى (...)
ذكر المسعودي - ونقل عنه الذهبي - أن هارون الرشيد الخليفة العباسي (ت 193ه) رام أن يوصل ما بين بحر الروم وبحر القلزم (بضم القاف والزاي وسكون اللام) مما يلي (الفرما) وهي بليدة في مصر، فقال له يحيى البرمكي: ان فعلت فسيختطف الروم الناس من الحرم، وتدخل (...)
انهبل
مما يشيع في كلام الناس اليوم إطلاق لفظ (الهبل) و (الانهبال) على فاقد العقل، وأصل (الهبل) الثكل، يقال: هبلته أمه، ثم استعير لفاقد العقل مطلقاً، كأنهم رأوا أن الثاكل ذاهبة العقل لفرط الحزن.
وفي حديث أم حارثة بن سراقة: "ويحك! أو هبلت؟.. (...)
ورد في ترجمة علي بن محمد بن خروف القرطبي الشاعر أن أهل دمشق كانوا مختصين بيوم السبت يعطلون فيه جميع أشغالهم، ويخرجون إلى الميدان، فقوم يلعبون بالصوالج، وآخرون يغنون، وفي ذلك يقول ابن سعيد المغربي:
أما دمشق فجنة
يبني بها الوطن الغريب
الله (...)
ذكر المسعودي - ونقل عنه الذهبي - ان هارون الرشيد الخليفة العباسي (ت 193ه) رام ان يوصل ما بين بحر الروم وبحر القلزم (بضم القاف والزاي وسكون اللام) مما يلي (الفرما) وهي بليدة في مصر، فقال له يحيى البرمكي: ان فعلت فسيختطف الروم الناس من الحرم، وتدخل (...)
عطلة السبت
؟ ورد في ترجمة علي بن محمد بن خروف القرطبي الشاعل أن اهل دمشق كانوا مختصين بيوم السبت يعطلون فيه جميع اشغالهم، ويخرجون إلى الميدان، فقوم يلعبون بالصوالج، وآخرون يغنون، وفي ذلك يقول ابن سعيد المغربي:
اما دمشق فجنة
يبني بها الوطن (...)
ترد في كلامنا ألفاظ كثيرة وجمل، نستعملها ولكننا لا نحقق معناها الدقيق، مثل (الكوع والبوع والكرسوع).
وحتى لا يصدق علينا قول الزمخشري: "الغبي هو الذي لا يفرق بين الكوع والكرسوع" أبين الفرق بين الكلمات المذكورة.
فالكوع هو العظم الناتئ مما يلي (...)
نقل بعض المتقدمين شيئاً مما جاشت به صدور بعض المتكلمين، من كلام موقع يمكن عدّه ارهاصاً لما سمي في العصر الحديث ب(شعر التفعيلة).
ولعل من أقدم النصوص التي تضمنت هذا ما أورده أبو العباس ثعلب، قال: زعبلة: اسم رجل، وزعبلة: الكثير، وأنشد:
لست إذاً (...)
أكل لحم البشر
من الأخبار الغريبة في التاريخ العربي القديم ما ذكر في قصة عفاق العامري، فقد قيل إن الأحدب بن عمرو الباهلي أخذ عفاق بن مُرَيّ بن سلمة العامري فشواه وأكله، فقال فيه الراجز:
إن عفاقاً أكلته باهله
تمشّشوا عظامه وكاهله
وتركوا (...)
في مدونات التراث لطائف وغرائب في اللغة والتاريخ والأدب، والوقوع عليها من ألذ ثمرات القراءة فيها، وقد استحببت أن أجمع ما وقعت عليه منها في هذه السلسلة التي ارتضيت تسيمتها ب (أنباث)، والأنباث جمع نبث، وهو ما أُبئر وحفر واستنبت أي أُخرج. النبيثة: تراب (...)
تكريم الرجال المتميزين سنة حميدة، وقد كان أول من سنها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد قال كما ورد في الحديث: (قوموا إلى سيدكم)، يريد سعد بن معاذ رضي الله عنه، وعلى سنته سار خلفاء الأمة وأمراؤها على مر العصور. ويبدو أن هذا الموضوع يصلح لبحث تاريخي (...)
كانت حياته استثنائية.. فقد عاش شطرها مغترباً ثم مات- كذلك- مغترباً.. فكانت وفاته أيضاً استثنائية.
وبين الاستثناءين شُهد له بالخلق العالي والتعامل المترف مع مخالفيه قبل مؤلفيه.
هذا هو «أبو أحمد» محمد بن أحمد الرشيد سفير المملكة في ساحل العاج الذي قضى (...)