تكريم الرجال المتميزين سنة حميدة، وقد كان أول من سنها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد قال كما ورد في الحديث: (قوموا إلى سيدكم)، يريد سعد بن معاذ رضي الله عنه، وعلى سنته سار خلفاء الأمة وأمراؤها على مر العصور. ويبدو أن هذا الموضوع يصلح لبحث تاريخي يستعرض مظاهر تكريم الرجال في تاريخنا. ولعل من أظهر ما نراه في بلادنا من هذه السنة الحسنة ما يتبع في كل عام، من تكريم احد الشخصيات الفاعلة في تاريخ البلاد او المؤثرة في ثقافتها وأدبها وفكرها، خلال المهرجان الوطني للثقافة والتراث. وشخصية هذا العام - معالي الشيخ عبدالعزيز التويجري رحمه الله، - شخصية فذة، كان لها من الأثر ما لا يسع أحداً إنكاره. وحسبي هنا أن أشير الى ما هو ألصق باهتمامي - الأدب؛ فقد كانت رسائله العديدة فتحاً في باب الكتابة الفنية، من خلال قالب (الرسالة)، وكان له فيها نفس جمع بين التأريخ بالفن، وتفنين التاريخ - إن جاز لي التعبير هكذا - وكان من اللائق به - رحمه الله - ان يشهد تكريمه ادبياً وثقافياً في حياته. ولعل هذه القضية - أعني تكريم الأحياء - تستأثر باهتمام الاعلام والمنتديات والندوات؛ فمجتمعنا الثقافي أحوج ما يكون الى أن يشعر بقيمة المبدعين في الثقافة والادب والفكر، وان يشعرهم بأنه مهتم بهم. وأجدها فرصة لأن أطرح فكرة التوسع في التكريم السنوي، إذ ان تكريم شخصية واحدة يفوت الفرصة لتكريم غيرها، وأرى ان تكرم في كل عام ثلاثة شخصيات في الأقل، شخصية ثقافية عامة، وشخصية ادبية، وشخصية علمية، وهذه الأخيرة أقصد بها فئة الباحثين من العلماء وأساتذة الجامعات من ذوي الابداع العلمي في شتى الفنون.