ترد في كلامنا ألفاظ كثيرة وجمل، نستعملها ولكننا لا نحقق معناها الدقيق، مثل (الكوع والبوع والكرسوع). وحتى لا يصدق علينا قول الزمخشري: "الغبي هو الذي لا يفرق بين الكوع والكرسوع" أبين الفرق بين الكلمات المذكورة. فالكوع هو العظم الناتئ مما يلي الابهام، والكرسوع هو العظم الناتئ مما يلي الخنصر، وأنشد بعضهم: الكوع والكرسوع إن اشكلا فما يلي ابهامك الكوع والخنصر الصغرى فكن سامعاً فما يليها فهو كرسوع ذكر هذا الزبيدي في رسالة لطيفة سماها: "القول المسموع في الفرق بين الكوع والكرسوع". أما الُبوع والبَوءع (بضم الباء وفتحها) والباع فهي مسافة ما بين الكفين إذا بسطتهما، قال أبو ذؤيب: فلو كان حبلاً من ثمانين قامة وخمسين بوعاً نالها بالأنامل والعامة في زماننا يضربون المثل للجاهل بقولهم: "فلان ما يعرف كوعه من كرسوعه"، وهو في بعض البلاد العربية: "ما يعرف كوعه من بوعه". ويشبهه من أمثال القدماء: "لا يعرف قبيلاً من دبير" و"لا يعرف الحي من اللي" و"لا يعرف الهر من البر". جاكر يشيع في اللهجة الدارجة قولهم: (جاكر فلان فلانا) يعني ناكفه ولا جه وعابثه بالفعل أو بالقول، وهي من (الجكرة) وهي اللجاجة، يقال: أجكر الرجل إذا لج في البيع.