انباث التراث

عطلة السبت
؟ ورد في ترجمة علي بن محمد بن خروف القرطبي الشاعل أن اهل دمشق كانوا مختصين بيوم السبت يعطلون فيه جميع اشغالهم، ويخرجون إلى الميدان، فقوم يلعبون بالصوالج، وآخرون يغنون، وفي ذلك يقول ابن سعيد المغربي:
اما دمشق فجنة
يبني بها الوطن الغريب
لله أيام السبو..
ت بها ومنظرها العجيب
وفي ذلك ايضاً يقول:
ارض لعمرك ما فيها لمبتذل
ذام يلوم ولا في صفوها كدر
وكل سبت بها عيد تعود به
آمالهم وبه الزلات تغتفر
بها النعيم غدا للناس مكتملاً
مطولاً وهو في الآفاق مختصر
القضب راقصة والطير صادحة
والنشر مرتفع والماء منحدر
والشيء بالشيء يذكر، فقد نقل ميخائيل عواد في مقالة مطولة في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق (1934م) ان الرسم كان جارياً منذ صدور الدولة العباسية على اغلاق الدواوين بدار الخلافة يوم الجمعة، وقطع الأعمال، لينصرف الناس الى الصلاة، فكانوا يقضون اكثر النهار في المساجد للصلاة وسماع الوعظ، وبقيت الحال على هذا حتى جاء المعتضد بالله الخليفة العباس فأضاف يوم الثلاثاء، فصارت تغلق فيه الدواوين ايضاً.
مقالة ميخائيل عواد المتوفي عام 1416ه/1996م عنوانها (العطلة الاسبوعية في الدولة الإسلامية) وفيها جهد كبير وتتبع للموضوع نادر المثا