انهبل مما يشيع في كلام الناس اليوم إطلاق لفظ (الهبل) و (الانهبال) على فاقد العقل، وأصل (الهبل) الثكل، يقال: هبلته أمه، ثم استعير لفاقد العقل مطلقاً، كأنهم رأوا أن الثاكل ذاهبة العقل لفرط الحزن. وفي حديث أم حارثة بن سراقة: "ويحك! أو هبلت؟.. استعاره لفقد الميز والعقل مما أصابها من الثكل بولدها". قال أبو كبير الهذلي: فأتت به حوش الفؤاد مبطنا سهداً إذا ما نام ليل الهوجل ممن حملن به وهن عواقد حبك النطاق فشب غير مهبل قال التبريزي: "ذكر بعضهم أن المهبل المعتوه الذي لا يتماسك". وجاءت لفظة (المنهبلة) في رسالة الغفران - ولم أجدها عند غير المعري - قال: "فلو كانت تعقل لفرحت به فرح الشمطاء المنهبلة". حدبدبا هذه اللفظة تستعمل في أغاني الأطفال وألعابهم، وهي قديمة جداً، فقد استعملها سالم بن دارة في هجاء مرة بن واقع الفزاري، فقال: حدبدبا بدبدبا منك الآن استمعوا أنشدكم يا ولدان وهي كلمة جاء بها على سبيل التعجب، وأصلها لعبة يلعب بها الصبيان، ويختلف في لفظها، فبعضهم يقول: (حدبدبا) بباءين، وبعضهم يقول: (حدندبا) بنون فباء، ومنهم من يقول: (حديدبا) بياء فباء، يقول: اجتمعوا يا صبية لتلعبوا هذه اللعبة، وغرضه أن يعجب الناس مما هو فيه، ويعلمهم أنه في أمر كلعب الصبيان، وهذا أوجع في الهجاء.