الإهداء: (إلى أنثى سئمت البحث عن الحلوى في الوجوه وأيقنت أن للأقدار تفاصيل غامضة)
وتسافرين في رغبة مجنونة
ترقبين ضوءاً في الرماد
تعودين تحملين من الطين صورة لحياة وردية..
هو القدر حينما قادك عبثاً..
أتيت لشاطئ خاو..
تبحثين لديه ماءً لنهارك المغسول (...)
(حكاية الغياب) -1-
حدثني أن ملكت وقت الحديث..
أخبرني كيف كنت حديث قلبي..
صور المسافرين تملأ ذاكرتي..
وحقائب العودة شغفي..
أرى وهناً.. صمتاً.. قدراً موجوعاً..
لست أدري!
فالغياب أسقطني في قبضة الانتظار..
أرقب قطاراً عائداً.. يعيد بعض هدوئي..
ووجودي (...)
(حلوى العيد)
ماذا أنجب العيد؟! سوى حلوى وأطفال
يمرحون في الطرقات..
يغادرون بنعش الحزن نحو الموتى..
ماذا أنجب العيد؟! سوى سؤال
وحنين نحو الأمس..
كيف عبر العيد ونحن نيام؟!
أو لم يطرق الباب ليلة؟!
كيف حمل العيد حكايا الأطفال وتركنا
نشكو ركض الأطفال صوب (...)
(الأنثى لا تجيب) - 1 -
الناس هنا كالموتى تائهين..
في صمت الريح العابثة..
في الضوء المخبوء..
في أطراف المدينة سؤال..
يبدو غريباً.. نازحاً من مدائن بعيدة
عبر الأرصفة وجاء طارقاً..
في ملامحه أنثى تشكو الجور..
وأخرى ماثلة في وجوه الراحلين..
العابرون (...)
توطئة :
تمر اللحظات سريعا حاملة روعة المكان واللحظة .. سريعا تمضي فتقف بنا هنا
حيث القطار وضجيجه المؤلم ..
أحلامنا تغادرنا صبيحة ..
وتعود مرهقة من زحام الأماني ..
حلما ارتسم على شاطئ الغروب يوماً ..
لا أدري كيف سار؟!
لكن طيور مهاجرة عاثت رسم الغروب (...)
جاء الرحيل طارقاً باباً أوصدته السنين..
جاء الرحيل حاملاً مآسي الرحيل..
حاملاً مرور اللحظة سريعاً..
شاهداً انثيال الذكرى بعيداً..
شاهداً هروب الأمس سريعاً..
كيف لي أن أحمل الحقيبة؟!
تلك الضحكات الشائعة في الممر..
كيف لي مغادرة المكان المثقل باللحظات (...)
أماه
اخجل طارق الباب..
اخشى ما وراء الباب..
لازلت طفله..
أمالا..
لازال شوق بائع الحلوى في صدري..
فلتحديثه أماه..
لازلت طفلة..
فليطرق الباب المجاور..
مالي أراك تضحكين؟!
أماه لا افقه لغة القطار؟!
لا أجيد سوى اللهو الرحب..
أماه.. أما ترين بأن القطار (...)
ضجيج الموتى
نبحث في الضوضاء شيء صامت..
كشيء خارق يجتاز المسافات الممتدة..
شيء نافذ يذكرنا بمقابر الموتى..
وصمت الأسوار الهارب للجحيم..
ربما في ملامح هذا الليل..
تفاصيل لحكاية ذلك الكهل..
في قسمات وجهه تجاعيد لا أدري أهي من ركضه
الحارق لبن (...)
رغيف وغربة..
اكتب هاربة من زحام الوجوه..
لا أحد سواي في هذا الطريق..
قبل أن تأتي الجموع لهذا الطريق..
وقبل المواء الصارخ..
أبحث لبعض القطط..
رغيفا وبعض الشائع في الأرصفة المتخمة
سأبحث في البقايا مرآة..
فلربما يأتي طارق..
ولربما لأرى الصورة (...)
لا أعلم من أي زاوية سألتقط الصورة؟!
بل لا أعلم بأي قاموس سأستعين؟!
دلفتُ لهذا الصرح رأيت وجوهاً كثيرة.. وملامح تكتظ بها الممرات.. ووقفت لا أدري! حائرة قدماي.. بداخلي شيء كبير.. ولم أكن أعلم أن تلك الملامح هي مَن ستأخذ بي.. ها أنا أسير على طريق (...)
« رمال الشاطىء الثكلى »
مبكراً أن تلملمي البقايا وترحلي...
مبكراً أن تضمي الرفات وتغيبي...
لدي بعض الحكايا فأمهليني..
قبل أن تغادر رسم أقدامك
رمال الشاطىء الثكلى..
مهلاً...
يا وجوم الليل البارد..
ثمة حديث بصدري..
بين الدجى المريب والظهيرة (...)
تساؤل بسيط يلح باستمرار.. يرمي بنا بعيداً حينما نهم بالإجابة عليه.. قد يتبادر إلى أذهاننا في لحظة من لحظات الفرح العميقة اننا امتلكنا الوجود بأسره.. إننا نعيش لحظة ضياع من تلك الفرحة التي دوماً ما تباغتنا.. على ان السؤال القائم بأي شيء تقاس سعادة (...)
«ملامح وغربة» 1
الملامح والغروب....
وصقيع لحفلة الضياع..
الأقدام الحائرة..
العيون الشاردة..
الرياح الهادرة..
وتفاصيل أخرى تعج بالضجيج..
الأطفال في الخارج يلعبون..
وعلى المسرح تتراقص أحزان..
أضأت شمعي
مددت يدي....
لكن لا أحد هناك
سوى صمت وبوح (...)
في ظل معطيات الحياة وما تمليه عليك طبيعتك الفطرية فلابد لك من الاتصال بالناس نعم ليس بمقدورك أن تعيش بمنأى عن الناس بإمكانك معايشة ما يحدثونه لك في بعض الأحيان من صدمات وآلام لكنه لا يمكنك ان تتصور العيش وحيدا فالاتصال كيف يكون ان لم يكن عملية اخذ (...)