ضجيج الموتى نبحث في الضوضاء شيء صامت.. كشيء خارق يجتاز المسافات الممتدة.. شيء نافذ يذكرنا بمقابر الموتى.. وصمت الأسوار الهارب للجحيم.. ربما في ملامح هذا الليل.. تفاصيل لحكاية ذلك الكهل.. في قسمات وجهه تجاعيد لا أدري أهي من ركضه الحارق لبن الجموع.. أمن وحدة الطرقات بعيداً.. لا أدري إن كان ذلك الكهل قد أدرك دفء الغروب عند البحر.. أم أنه لا يفقه من البحر سوى البوح المثقل بالحزن.. في عيني الأطفال القادمين ثمة التقاء بينكما.. كلاكما يا كهل الغروب شيئان يبحثان عن وميض بين الرماد.. التفاصيل يا كهل تأخذ منحنى آخر.. بعداً أوسع.. فضاء أرحب.. كلاكما هائمان في العبث المرسوم في عمق التفاصيل.. كلاكما يبحث الحلوى المفقودة.. يبحث لحظة سادت مع زحام اللحظات.. فعبرت السنين واجتازت البعد المألوف.. لتصبح في قضبان الغربة.. تسير وراء الجموع لا تدري متى ستخرج من قيد القضبان.. تتساءل شغفاً: أين شيء يذيب الجليد؟! أما من عودة لتلك الطيور العابثة؟! شيء يلوح كالسراب وكأنه الجواب الصارم في ضجيج عودة الموتى..