في ظل معطيات الحياة وما تمليه عليك طبيعتك الفطرية فلابد لك من الاتصال بالناس نعم ليس بمقدورك أن تعيش بمنأى عن الناس بإمكانك معايشة ما يحدثونه لك في بعض الأحيان من صدمات وآلام لكنه لا يمكنك ان تتصور العيش وحيدا فالاتصال كيف يكون ان لم يكن عملية اخذ وعطاء وتبادل المنافع فيما بيننا ولاننا دوما نحتاج للناس فهم أيضا بحاجتنا نعم والحاجة ليست قاصرة على أشياء محسوسة بل تتجاوز ذلك.. قد تدفعنا الظروف في أحايين كثيرة الى طلب المساعدة من الآخر وقد يكون الآخر قريباً لك أو حتى صديقاً فتجد التجاوب والمبادرة من الصديق والجار لا من القريب وهذا بحد ذاته بداية لمعاناة جديدة أجاد في رسم معالمها أقرباء لك وللأسف أقرباء فمن المفترض ان يكونوا اكثر اهتماماً بك من أي شخص بعيد.. لتعلموا يا سادة انه كما تدين تدان وأقولها لابد من يوم يأتيك هؤلاء يطلبون المساعدة وهنا يتجلى موقف العقلاء لانهم يدركون انه من المستحيل أن يأتي يوم دون اللجوء الى آخر.. نعم معطيات الحياة العصرية تقول ذلك ولاننا في عصر يهيمن عليه حب الذات والسعي الحثيث وراء المصالح الشخصية اذكركم يا سادة بالآية الكريمة حيث يقول الرب عز وجل: {وّتّعّاوّنٍوا عّلّى البٌرٌَ وّالتَّقًوّى"} انها دعوة للناس لكل الناس لفتح آفاق التعاون فيما بينهم ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً».. الآخر كائن نحتاج اليه باستمرار حتى في وقت الفرح لا يمكننا الاستغناء عنه فنحن نحتاجه لتلبية رغبات نفسية.. ويظل البحث عن آخر أمراً لا مناص منه فيوماً عن يوم تتوارى الأقنعة المنصوبة ليبرز الوجه الحقيقي للآخر حينما تكون الحقيقة مرة مؤلمة بل الأشد إيلاماً انك لا تستطيع الغاء أو اقصاء الآخر من حياتك.. إننا في زمن لا يعترف بالمبادىء والأخلاق.. زمن يحتكم بالأنا بعيد كل البعد عن الجانب المشاعري يرى المثالية شيئاً من التخلف والرجعية. زمن جحود البعض والنكران ينطبق عليهم قول الشاعر: أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني