ماذا يعني لك شهر رمضان؟ اطرح على نفسك هذا السؤال لتعرف أين تتموضع في بوصلة رمضان المكانية، فأنت في الموقع الذي تضع نفسك به، رمزية رمضان لنا كمسلمين هي الإكثار من العبادة. وكان رسولنا الكريم عليه صلوات الله وسلامه، في الحديث المروي عن ابن عباس(كان الرسول صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقاه جبريل بالوحي فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة). وبالنظر إلى العادات اليومية التي نسعى لاكتسابها فإن ممارسة أي عادة تحتاج منك إلى 21 يوما لاكتسابها ورمضان 30 يوما، ومن هنا تكون إرادة التغيير نابعة من اختيارك للعادة التي تريد أن تستمر عليها بعض رمضان. فإن جعلت ليومك الرمضاني ورد يومي من قراءة القرآن، مجرد استمرارك فيه لمدة 21 يوما سوف تكتسب هذه العادة إن صدقت النية طبعاً. عجلة الحياة تضع الجوانب جميعها أمام عينيك لتحسين جودة الحياة، من الناحية الروحية، والاجتماعية، والمالية، والمهنية، والعقلية، والنفسية، والأسرية، والجسدية. الجانب الديني هو ما يدفعك لكي تنظر لجميع أمور حياتك بإيجابية مؤمناً بقضاء الله وقدره وساعياً في رحلة التطوير الخاصة بك إلى الارتقاء والإنجاز، مشمراً عن ساعديك مستشرفاً للمستقبل، الذي تظن فيه الخير وتتفاءل به. وعلى الجانب الآخر فإن استغلال رمضان في المسلسلات، وكأن رمضان وجبة دسمة للمخرجين والمنتجين ليضيعوا أوقاتنا فيما ليس له غاية ولا منفعة، يقوضك ويقصيك عن الغاية الأسمى لهذا الشهر الفضيل الذي ينفث بركاته ورحماته علينا. ومن تمظهرات رمضان التي نعيشها هو الانغماس في وسائل التواصل الاجتماعي لمتابعة ترندات الأكلات وأجواء رمضان، البعيدة كل البعد عن رمضان، وكأننا نجوع كل السنة حتى نأكل في رمضان. ونعود إلى موضوع العادات المكتسبة، اجعل لنفسك عادة واحدة تريد الالتزام بها في رمضان لترى أثرها لما بعد رمضان. كما تخطط لحياتك خطط لرمضانك حتى تفوز مع الفائزين، وتصعد مع الصاعدين، وتغنم مع الغانمين. ربما عجلة الحياة سريعة الإيقاع، حتى بات الجانب الديني مع الأسف ينفذ تحت بند الحد الأدنى، فأصبحت الصلوات هي فقط الصلة بين الإنسان وربه. بينما مجال العبادات كثير والتجارة مع الله لا تبور، نفعها في الدنيا وأجرها في الآخرة، فلا تشغلك الدنيا عن الآخرة، حقق التوازن دائماً في حياتك واحرص على جميع جوانب عجلة الحياة التي ذكرتها واختم بهذا الاقتباس لمصطفى الرافعي (الثقة بالله أزكى أمل، والتوكل عليه أوفى عمل).