تساؤل بسيط يلح باستمرار.. يرمي بنا بعيداً حينما نهم بالإجابة عليه.. قد يتبادر إلى أذهاننا في لحظة من لحظات الفرح العميقة اننا امتلكنا الوجود بأسره.. إننا نعيش لحظة ضياع من تلك الفرحة التي دوماً ما تباغتنا.. على ان السؤال القائم بأي شيء تقاس سعادة الفرد؟! ويظل البحث عن الإجابة شيئاً من المستحيل.. لا لأنك لا تجد من يجيبك عن تساؤلك بل لأن الآراء تتباين والإجابات تختلف بحسب الحالة الراهنة التي يعيشها الفرد. ومن المحال جدا ان تدوم الحياة على وتيرة واحدة بل لا بد لنا من معاشرة الحزن لكي ندرك أهمية السعادة ولندرك جيدا مهما اتسع الحزن بدواخلنا ومهما ازدادت فجوة التألم فلا بد من يوم يتجرد الحزن منا.. قد نعيش لحظة استغراق عميقة وبطرفة عين تتبدل أحوالنا وتتبعثر أوراقنا ونقف مشدوهين.. نتذمر .. نشكو ولا سبيل لنا غير ذلك.. نعم تلك صورة واقعية لحياة البعض الذي لم يتأهب للصدمات المفاجئة فيعيش في ظلام دامس يرقب وميض أمل يلوح له يبدد أوجاع الصدر.. يرقب وما علم ان الانتظار لا يجدي في ظل عدم عمل الأسباب.. فالإنسان الطموح الذي لديه الرغبة في العيش سعيداً حتى الممات لا يقف بل يحاول ويبذل بكل ما أوتي من قوة لتقليص وتحجيم مساحات الحزن في نطاق ضيق للغاية.. الإنسان الطموح يفكر ملياً في الوقت الحاضر لا يكترث بماض موجع فهو أودع جراحه وبعض أوجاعه في عمق المحيط.. أجاد في التخلص منها إيماناً بان الإنسان وحده هو الذي يصنع سعادته واستقراره النفسي وقد تمارس معنا الحياة بعض الظلم للتنازل عن ثمة مصادر كفيلة برسم الفرح مدى الحياة فنرضخ لها اتقاء العيش في صراع وآلام لكننا لا نتردد في البحث عن سبل تعيد البسمة لشفاهنا الجائعة.