جاء الرحيل طارقاً باباً أوصدته السنين.. جاء الرحيل حاملاً مآسي الرحيل.. حاملاً مرور اللحظة سريعاً.. شاهداً انثيال الذكرى بعيداً.. شاهداً هروب الأمس سريعاً.. كيف لي أن أحمل الحقيبة؟! تلك الضحكات الشائعة في الممر.. كيف لي مغادرة المكان المثقل باللحظات الجميلة.. كيف لفؤادي أن يقوى على حمل الحقيبة والمضي قدماً.. كان الصباح ليس كباقي الصباحات العابرة كان في عمقه أمل واصرار للغد لكنه انقضى سريعا.. سأكتب لهذا الرحيل.. عام لا أدري.. لكنه رائع ليس كباقي الأعوام العابرة.. اني أحبك.. أحبك حبيبتي ففيك من الروعة ما يدفعني لذلك.. احبك حبيبتي.. احبك ثانويتي.. لكن الوداع شيء حزين كاسر.. في طرقاته برود وخوف.. أحبك محطة ذكرياتي وطفولتي.. كنت هنا في ذلك الممر احدث صديقتي.. وهناك اشاكس زميلتي.. وهنالك أبادل معلمتي الحديث.. في كل زاوية شيء ينضح بالذكرى.. شيء يسرق وسنان الظلمة يدعني للتفاصيل الأليمة.. كنت أرى الخوف قادماً لكنني كنت أهزأ بشخصه الهزيل.. كان اربعاء رائعاً حزينا.. في ثناياه بعد البوح والحديث.. اربعاء شهد نجاح اثني عشر عاماً من الركض خلف الانجاز والتفوق.. حبيبتي ان الرحيل شيء حزين.. ها أنا احزم الحقيبة ايذاناً بالرحيل والمغادرة بعيداً عن اسوارك.. سوف يتلاشى صوت قدمي اليك.. فقط لتسألني عيناي حبيتي.. انني اخشى الغربة.. اخشى الصمت الشائع في الطرقات الممتدة.. اخشى استدارة الملامح والغروب.. اخشى ان تنطفىء الشموع الوضاءة.. أخشى القطارات المؤدية للمجهول.. اخشى القطارات العابثة بمصير الإنسان.. بالأمس كنت أطرق بابك.. كنت الهو بين طرقاتك.. كنت أحمل الشوق اليك.. كنت أحمل حقيبتي وثمة اوراق ووثائق.. والآن كم موجع هذا الرحيل.. ألملم الاشياء وادافع عبرتي.. أهدىء الهلع بداخلي.. لا ادري أي الطرقات تستوعب جرحي... غادرتها وأنا أحمل في يدي ما يثبت انني لتلك الثانوية أنسب.. وقفت امام بابها اطرق واطرق ولا احد يجيب.. عدت والشوارع مثلي حزينه.. تشكو الرحيل والاستدارة.. غادرت وخوف الغربة يلازمني.. اقف بين الاطلال ويداي تلوحان للأمس الهارب.. وعيناي ترسلان الشوق والحب هائلاً.. مضيت أقرأ في ذكرى الأمس روائع.. أقرأ مجيئي اليك حبيبتي.. أقرأ أحرف عشقي التي دونتها لك يوم تخرجي.. أقرأ الحب العارم من احبتي هناك.. لكن القطار حبيبتي جاء ولم يمهلني لحظة الوداع.. رفقاً يا هذا القطار.. لازلت طفلة احتاج لبعض الوقت ثانويتي.. انني احبها.. احبها كثيراً.. كان شعور البهجة يغمرني في كل صباح من صباحاتك الراحلة .. كنت طفلة ارتدي الزي وارقب ان يأتي السائق فوراء تلك الحقيبة أمل عظيم.. كان شعور الفرح يعتريني وانا استذكر درس الغد.. لكنني لا اعلم بمن ابدأ مهلاً سأبدأ بأعز حبيبه.. الى الحبيبة التي قضت الليل في خدمتي.. الى التي آثرت صنع طعامي بيدها.. الى من كانت تستقبلني اثناء عودتي.. اليك امي الحبيبة لا اعلم ماذا سأقول لك لكن الفضل بعد الله في وصولي لهذا المستوى لك انت ايتها الحبيبة امي حائرة لم ادر ماذا سأكتب؟ امي عذراً ان قصرت يوماً في حقك فلكم انت عظيمة فلقد نلت ما أردت هنيئاً لك اماه.. صرير القطار يحملني لمحطة اكثر إيلاماً.. يحملني للرحيل المريع لكن ثمة كلمات آمل ان تصل وترسو على ذلك الشاطئ.. الى من وقفت بجانبي.. ساندت شخصي.. اظهرت الحب لكياني.. حتماً لن انسى آخر كلمة قالتها (انني اتمنى ان تكوني آخر واحدة اودعها لتبقى تفاصيل الوداع عالقة) اشعر بالرغبة في البكاء كثيراً لأنني سأفتقدك يا أعز استاذة عرفتها طوال مشواري اليك شكري وتقديري استاذتي هيفاء والى من كانت نعم الانسانة التي كانت تحمل بداخلها تلك الروح الطيبة.. المتفائلة دوماً.. الى من تملك الاخلاق العالية استاذتي هدى فالودة وعذراً ان جاء حديثي متأخرا عذراً يا رائعة. ولمن قالتها صراحة يوماً واخجلتني (من أجل عين تكرم مدينة). اليك استاذتي منيرة الحناكي حبي وتقديري لقد اخجلني موقفك وثناؤك لشخصي فشكراً من الاعماق يا غالية.. والى من احببتها في الله.. الى من كنت اسعد جداً لمجيئها الينا اليك استاذتي صيتة ال رشيد غيابك حقاً فاجعة لكنني لا امانع في ان التقيك لتلقي عليّ درساً من كتابك لكم انا مشتاقة اليك.. والى من كانت الروعة بتفاصيلها الواضحة.. الى من كانت رائعة بروعة الغروب عند البحر وتقاذف الموج اليك استاذتي منال اليحيا رأيت فيك روعة.. انموذجا نادر.. لقد أحببت لحظات حملت فيها الكتاب الينا.. احببت اطلالتك البهية وداعاً ايتها الغالية وداعاً.. والى تلك الملامح صاحبة الخطوات الهادئة.. اليك استاذتي آمال المهوس انني اشكر فيك حرصك واهتمامك البالغ بشخصي لك كل شكر وامتنان يا وادعة.. والى تلك الدرة الى صاحبة الجواهر والاجتماع والحياة بروعتها استاذتي الجوهرة اليوسف كان مجيئك شيئا فريداً. كنت اراك قمراً.. نجمة تضيء الطريق للعابرين بتوجيهاتك وحديثك النافذ.. احب القدر حينما جمعني بك.. والى معلمات الثانوية السابعة عشرة دون استثناء الىالداعية استاذتي هند التويجري وكذلك المبدعة استاذتي موضي البداح.. فأنا قد بلغ بي الشوق لتمني لقائك قريبا والى استاذتي مزنة التويجري وصالحة الشمراني والرائعة جهير المنيع.. كذلك لصديقاتي الحبيبات فإليك يا اعز صديقة وسمية فشكراً على كل لحظة رائعة قضيناها سوياً.. ارى فيك الصديقة الوفية والأخت الناصحة فوداعاً ايتها الحبيبة.. ايضا لصديقتي مشاعل الصديقة العزيزة على قلبي.. الرياض صديقتي تبكيك فبمغادرتك يبدو الوجوم سائداً في طرقاتها انني حزينة لأجلك فهل من زيارة ايتها الصديقة اني ارقبك بشغف.. والى جميع طالبات الصف الثالث الأدبي واخص بالذكر طالبات فصلي 3-3 احبكم جميعاً.. احببت اوقاتا جمعتني بكم.. الى ابنة التوحيد مريم الحربي لك تحيتي والىغادة وملكة ولتلك الخلوقة والتي دوماً ما كنت اداعبها صديقتي مناهل والى داعية المستقبل عهود العتيبي عذراً ان اسأت لك يوماً دون قصد مني والى تلك الصديقة فبالرغم من معرفتي البسيطة بك الا انني احسست بمعرفتك منذ سنوات طويلة اليك صديقتي مزنة العنزي.. والى صديقتي ليلى المطيري كم انت رائعة بهدوئك ونظرتك الثاقبة.. والى تلك العزيزة التي يعلم الله انني اكن لك كل حب وإجلال الى من تركت الأثر بداخلي عميقاً بعبارتها التي قرأتها دون علم منها فلتعذرني.. قرأتها قد كتبت (الطالبة الوحيدة التي تمنيت ان اصبح مثلها) تحيتي لك يا صفاء واتمنى رؤيتك قريباً.. والى الخلوقة عزيزة خلف كم اخجلني ابتهاجك العظيم حينما اكتب لك الذكرى احسب انك تبالغين لقد صنعت لدي بعض الغرور وسوف احاسبك عليه. ما اصعبها لحظات الرحيل قاصمة.. مؤلمة في طياتها نزف أبدي.. في زوايا انتظارنا ذكرى رائعة.. في بوح الأمس لحظة اروع.. في عودة الطيور شجون الغربة وهموم الرحيل.. نكتب فربما تدنينا الذكرى اذا مارست المسافات جورها.. ورحلنا ونحن امام الشاطىء نلوح بأيدينا.. فسيذكرنا الغروب وسيذكرنا مرفأ شهد لحظة الوداع عند الأصيل.. الى المغادرين امثالي.. الى التائهين في فضاءات الغربة الأليمة.. شيء وراء السور يشدني.. هنا وهناك وهنالك لحظات حبلى بالفرح لكن.. آه يا هذا الرحيل.. موجع تحمل ظروف الذاهبين للموت.. وداعاً حبيبتي.. وداعاً ثانويتي.. انني احبك.. أ.. ح.. ب.. ك... فعذراً.