(حكاية الغياب) -1- حدثني أن ملكت وقت الحديث.. أخبرني كيف كنت حديث قلبي.. صور المسافرين تملأ ذاكرتي.. وحقائب العودة شغفي.. أرى وهناً.. صمتاً.. قدراً موجوعاً.. لست أدري! فالغياب أسقطني في قبضة الانتظار.. أرقب قطاراً عائداً.. يعيد بعض هدوئي.. ووجودي المضطرب.. ما زلت أجهل حكاية الغياب والسفر.. الاحتياج أرغمني.. أرغم عيني على البحث.. أخشى أن يحملك الزحام للمدائن الأبعد.. ويظل الأفق خانقاً.. والطرقات باردة فارغة.. والمصابيح هائمة في ضجيج الغربة.. أي احتياج يحملني للبوح وأنا طفلة؟! لست أدري! (أين أمضي) -2- قل لي بربك أين أمضي في هذا البرد؟! وعمق الليل يدق صدري الموجوع.. أي رصيف سيحملني أي باب سأطرق؟ امنحني دفئاً.. ضوءاً لعلي أبلغ البعيد.. أين أمضي؟! الطرقات تعج بالفوضى؟؟.. والفضاء الحالم غادر واكتسى الشحوب المعابر.. نافذتي تحمل سؤالاً.. أين أمضي في هذا البرد؟! أتيتك وصدري مملوء بالفوضى.. لعلي: أجد لديك المأوى.. فحملتني للوهن طويلاً.. قل لي بربك أين القرار؟!