علم الدلالة، و(نظرية التلقي) ضربتا رقما قياسياً في التوسع والعمق والشمول، والإحالة، ومبعث هذا الاهتمام تنقل مركز الكون النقدي من المنتج إلى النص، ومنه إلى المتلقي. هناك طائفة من النقاد مندفعة ومنبهرة ومثيرة تلغي ماسلف، وتضخم ماخلف. وكأن المشاهد (...)
لم أكن أودّ في رمضان الانشغال بغير القرآن، وعلومه: ترتيلاً، وتدبراً، وفهمًا.
القرآن لي جامعة لغوية ونحوية، واشتقاق، وجماليات: بلاغية.
إنه ربيع القلوب، وجلاء الهموم، ونور البصائر.
ولكن البريد يحمل بين الحين. والآخر أجمل الهدايا، وأغلاها، وخير الجلساء (...)
رمضان من منظور فلسفي تحطيم لرتابة الحياة، وإعادة عجلى لمسيرة الخلق، ومختبر يتدارك من خلاله المسوفون على أنفسهم ما فاتهم من صالح الأعمال.
في عنفوان فتوتي أنقطع: لكتبي ومكتبتي، وكتاباتي، أجوبها آناء الليل، وأطراف النهار، وأرفرف كالنحلة أجوب حقولها (...)
يقال: إن زمن العبقريات انتهى.
وتلك مقولة يثيرها الممتلئون بالانبهار.
لا يمكن لأي مرحلة زمنية أن تحتكر التميز،
قد تكون أكثر تألقًا، وقد يخدمها الإعلام، حتى المشاهير قد لا يكونون الأفضل، ولكن المريدين ينفخون فيهم حتى يسدوا الآفاق.
العبقريات تتفاوت في (...)
من السنن الحسنة مبادرة الصديق والزميل (البروف) صالح بن أحمد العليوي بتوجيه الدعوة إلى أصدقائه، وزملائه من الأدباء، والنقاد، والمبدعين، والأكاديميين للاجتماع في منتجعه الجميل في محافظة الزلفي، واستضافنهم لمدة ثلاثة أيام، ووضع برنامج أدبي حافل (...)
النسيان، والعجز يفوّتان الفرص على الكاتب. والمتابع. في هذه السن تفر المواضيع من بين يدي حتى لا أجد ما يناسب المتلقي.
على الرغم من أن المشهد زاخر بالقضايا المثيرة، ولكنّ ثمانينياً مثلي يتوكأ على عصاه قد لا يبلغ ما يبلغه شاب في ذروة الكهولة، لست بدعاً (...)
لا أستبعد تذكيري من (أبي يزن)
ولكنني رجل نساء، مسوف.
اطلعت على التغطية النقدية التي تليق بالزميل، والصديق الدكتور عبدالله الناصر، القاص، والروائي، والناقد.
لقد لفت نظري بواقعيته، وأسطوريته، وحكاياته الخرافية، وجعلت أعماله القصصية مشروع بحث تخرج، (...)
يقال -والله أعلم بصحة القول-: - إن أسلوبي يميزني، والبعض الآخر يصفني بالتقعُّر، والتكلُّف على حساب المعنى، قدح، ومدح، لا يصرفني عن طبيعتي، وعفويتي، أنا لا أتكلف: - (هذا فزدي..!) أكتب على سجيتي.
من نِعَم الله عليَّ أنني بدأت القراءة غير الرعية منذ (...)
ولكننا لم نكن زغب الحواصل، ولم يكن أهله حطيئيين، حفظوا تاريخه، وأدبياته وملؤوه كرماً، وشهامة، وعصامية، ومجالس أنس تزيل الملل. يبشون، ويهشون، ويحكون مغامراتهم، وهجرتهم.
في الكويت كان لهم حضور سياسي، واقتصادي. يميزهم الولاء لمراتع صباهم، ومسرح (...)
ترددت كثيرًا في كتابة تلك الخاطرة؛ لأنني أكثرت الحديث عن السرديات، وقد أكون مللت الحديث، وملّني المتلقي.
لقد أُوحي إليّ أن بعض السرديين ضاق ذرعًا بما أقول، مع اتهامي بالتحامل على هذا اللون من الإبداع. والحق إنني لا أتحامل على أي إبداع، ولاسيما أنني (...)
لكل إنسان - وأعني به المثقف - ذائقته، وخلفيته الثقافية، ومن حقه استحضارها، في الخطابين: النقدي، والإبداعي، ولا سيما أن الأدب محصلة التفاعل الإيجابي بين الذوائق، والخلفيات الثقافية، والواقع المعيش لا مكان للأثرة، ولا للتقفص الذاتي، واحتكار المشهد، كل (...)
تلقيت قبل أسبوع إهداءً قيماً من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، عبارة عن كتاب (الأمان الثاني) وليس هناك في نظري أهم من إهداء الكتب، كيف لا، والكتاب أعز جليس، ولا سيما إذا كان طرفا القضية من الوزن الثقيل: الكتاب، (...)
كل مولود تولد معه موهبته، أو مواهبه، وظروف الحياة التي ولد فيها تكتشف، وتنمي، وتصقل، أو تخفي، وتعطل، وتطفئ.
هذا قدر كل إنسان لا تطاوعه ظروفه التي أرادها الله له. لا شيء فوق المشيئة: (ولو شاء ربك ما فعلوه) (ولو شاء ربك لهدى الناس جميعا) (وما تشاؤون (...)
كتبت ما تقرؤون، والمناع يغالب الموت، والموت أغلب. لقدكان بودي أن يقرأ المناع ما أكن له من الود.
قلت: الدكتور عبدالله مناع صديق، وزميل، وأستاذ في آن واحد، يكبرني سناً، وقامة. ولد يتيماً في جدة، وأحبها، ولم يبرحها.
أسلوب حياته يمثل ظاهرة الأطباء الذين (...)
(أضاعوني، وأيّ شعر أضاعوا).. مع الاعتذار للشاعر.
الجانب المهمَل من الشعر على حساب الجماليات: البنائية، والشكلية، فوَّت على المتلقي أبعاداً دلالية، أهم من الأبعاد الجمالية: شكلاً، وبناء الشعر كالجسوم، فإما جمال، وإما جلال.
البُعد الذاتي، والبعد (...)
لم يكن ولن يكون حديثي في هذه الزاوية جاداً، كما هو في البحوث الأكاديمية المحكمة، هكذا اتفقت مع [أبي يزن]. مجرد خطرات أثير من خلالها التساؤلات. عسى أن ينبري من يلتقط الخيط ويكمل المشوار، والصيد لمن صاده، لا لمن أثاره.
أشرت إلى أهمية [التراث الشعوبي] (...)
لا نجد غضاضة من الحديث عن أي ظاهرة أدبية ك[الأدب المهجري] مثلاً. ولكننا نمتعض من الحديث عن (الأدب الشعوبي)، وهو يمثل منعطفًا أدبيًا مهمًا، بصرف النظر عن دوافعه العنصرية المقيتة.
هو أدب ثري في بنائه الشكلي، وبنيته اللغوية، وقوة حجاجه، وتداخله مع (...)
لم يعد النقد مرتهنًا للذوق، والانطباع. ومن ثم تهمشت المناهج السياقية، لأنها تتفسح لهذه المناهج الذوقية، المفتوحة على كل الاحتمالات.
النقد العربي القديم لم يكن كما يتصوره النقد الحديث. لقد مرَّ بمنعطفات مهمة، لو وعاها واستوعبها الأدباء الذين عاصروا (...)
إذا دخلتَ أي مشهد، ديني، أو سياسي، أو فكري، أو أدبي.. وجدته صاخبًا، متداخل الأصوات، مختلط الأوراق، نبرة الجدل فيه محتدمة، والخلاف على أشده، وكأن العدو على الأبواب.
صهيل خيل، وزئير أسود، ورعد، وبرق يكاد يخطف الأبصار.. وإذا تلمست الفائدة لم تجد إلا (...)
جيلي يعيش أمية التقنية الدقيقة ويتهجى بين يدي أحفاده، حاولنا التعالم، ولكن الجهل أغلب.
كتبت بالأمس صلة الحديث عن تحولات النقد الأدبي السعودى، ولكن طيش أناملي في الشاشة أطار الحلقة الثانية، هي لم تحذف لأستعيدها واستعنت بمن لقيت، ولم أفلح باستعادتها، (...)
بالأمس فرغت من تسجيل محاضرة المداخل المتعددة للنقد الأدبي في المملكة، وهي مداخل مثيرة وتتطلب مزيدًا من المراجعة، والإضافة.
المدخل كتبته قبل ثلاثة عقود، أو تزيد. وتداوله طلاب هم اليوم ملء السمع والبصر. أكاد أجزم أنهم تجاوزوه بمسافات طويلة. لم أتمكن (...)
الجزيرة العربية قبل قيام الدور الثالث من أدوار الحكم السعودي الميمون تزخر بالملوك، والسلاطين، والأمراء، والمشايخ، وتتفاوت أوضاعها الداخلية.
- فالحجاز نظام ملكي، لديه مؤسسات مدنية، وتعليم متعدد المناهج، ومكتبات، ومطابع، وصحف: عربية، وتركية. يفد إليه (...)
عندما ألقيت محاضرتي عن خصوصية الأدب السعودي في مؤتمر الأدب السعودي الثالث - على ما أذكر- امتعض البعض، واستبعد آخرون مبدأ الخصوصية، بل امتعضوا من مصطلح [الأدب السعودي] اكتفاء بمصطلح [الأدب العربي]، وما ضقت ذرعًا بشيء من ذلك، فكله من الاختلاف المشروع (...)
التاريخ -أي تاريخ - ذاكرة الأمة، ومنطلقها. وأي أمة لا تصل أسبابها بتاريخها تستلهم منه، ولا تكتفي بمنجزه ريشة في مهب الريح، التاريخ ليس جرعة مهدئة، إنه
تجربة، وموعظة.
التاريخ ثلاث شعب:-
- التاريخ السياسي.
- التاريخ الحضاري.
- التاريخ الأدبي.
وكلها (...)
النقد سمة المخلوق، كما حياة الخلية، والحياة السوية.
كل أحد يملك شيئًا من الانطباع حين يسمع كلام الآخرين. عندما تصفق لشاعر، فأنت تعبِّر بلغة جسدية جهرية عن موقفك من القصيدة، هذا الانطباع موقف من كلام الآخرين يحال إلى النقد الانطباعي، لغة الجسد وإن (...)