كل مولود تولد معه موهبته، أو مواهبه، وظروف الحياة التي ولد فيها تكتشف، وتنمي، وتصقل، أو تخفي، وتعطل، وتطفئ. هذا قدر كل إنسان لا تطاوعه ظروفه التي أرادها الله له. لا شيء فوق المشيئة: (ولو شاء ربك ما فعلوه) (ولو شاء ربك لهدى الناس جميعا) (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله). قال أحدهم في لحظة احتدام مشاعره لمخالف هواه: أنت قادر لو أردت أن تكون شاعرا -أو كما قال- وهي مقولة ذكية جائرة، ومؤداها أنه يمتلك الموهبة، ولكنه لا يقول المرغوب. وما أكثر الذين يملكون المواهب والقدرات ولكنهم يخطئون في توظيفها. من الممكن أن تصدق تلك المقولة على غير واحد، وإن لم تصدق هنا. أدباء، ونقاد، وقصاص، وشعراء يملكون القدرة على أن يكونوا شيئا مذكورا ثم لا يقتحمون العقبة. لقد دخلت (عالم تويتر) بقلب مخموم، يفترض سلامة النوايا، وحسن المقاصد، وتوظيف الإمكانيات، والمواهب، والقدرات لصالح الحق، والكلمة الطيبة. وسمعت، ورأيت قدرات، ومواهب، مهدرة في سبيل الشيطان. فساد متعمد، مبيت، في حين أن بإمكان هذه النوعيات ترشيد الأداء. قد لا يكون الفعل للإفساد، ولكنه دون المؤمل، ويعد من نقص القادرين على التمام. دواوين شعرية، ومجموعات قصصية، وروايات متنوعة تتدفق بالغثاء، والتسطح لأنها لا تلامس الرغبات، ولا تجمجم عما في النفوس، ودعك من الركاكة، والتبذل، والإنشائية. نحن نلوم المقتدر الذي بإمكانه أن يقول ما يمتع، وينفع. والذي بإمكانه أن يكون ملء السمع، والبصر. لو أحسن الجميع التصرف، لاستراح الناقد، وانتفع، واستفاد القارئ. مغامرات محفوفة بالمساءلة، والإغثاء. ما كان لها أن تكون في ظل اكتمال المعيارية. ووجود النقد الأكاديمي. في النهاية يقول المثل الغربي: (لا تكن عبداً إلا بإرادتك) لقد انتزع السود حريتهم، ودخلوا (البيت الأبيض) وكانوا من قبل لا يدخلون المطاعم التي تبول في أرجائها الكلاب. إذا بإمكانك أن تكون كما تريد، اكتشف ذاتك وقدراتك. أخطر شيء جهل الذات، ونسيان النفس، وقبول السفح: (ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر) و (من يهن يسهل الهوان عليه)..!