يقال -والله أعلم بصحة القول-: - إن أسلوبي يميزني، والبعض الآخر يصفني بالتقعُّر، والتكلُّف على حساب المعنى، قدح، ومدح، لا يصرفني عن طبيعتي، وعفويتي، أنا لا أتكلف: - (هذا فزدي..!) أكتب على سجيتي. من نِعَم الله عليَّ أنني بدأت القراءة غير الرعية منذ سبعين سنة، كنت مغرمًا بالكتب، والمكتبات منذ ذلك الوقت. فتحت عيني في بيت والدي على ثلاثة كتب: - رياض الصالحين للنووي. - جواهر الأدب للهاشمي. - المستطرف للإبشيهي. تعلَّمت فيها الدين، والأدب، والأخلاق، والأخبار. ودخلت المعهد العلمي وأنا بالسنة الرابعة ابتدائي. وتلقَّفتني مكتبة المعهد العلمي والمكتبة العامة، وكان للشيخ محمد العبودي كل الفضل، في قبولي بهذه السن، وربطي بالمكتبة، ولهذه حكايات طويلة بسطتها في سيرتي الذاتية المرتقبة. فتحت عيني على (وحي الرسالة) للزيات، عرفته من خلال (مجلة الأزهر) التي كان يرأس تحريرها، ويشترك المعهد بنسختين: واحدة للمكتبة، وأخرى لمجلس المعلمين. وبالصدفة وجدت ضمن تركة كتاب (الأيام) ل (طه حسين) بأجزائه الثلاثة في مجلد واحد اشتريته بريالين لم يكونا معي، ولكن الدلال ابن عمي فأقرضني الثمن. هذان الكتابان أسهما في تشكيل أسلوبي، ولازلت حتى اليوم أعاود القراءة فيهما. بعد تولي رئاسة النادي اشتريت لمكتبته مجلتي الرسالة في سبعة مجلدات، ومجلة أبولو في مجلدين على ما أذكر وقرأتهما جميعًا على مدى سنتين. ثم توسعت في قراءة أصحاب الأساليب المتميزة: الرافعي، شاكر، الزيات، مبارك. يهمني بالدرجة الأولى البناء اللغوي، وكتاباتي كلها تتسم بهذه الخاصية، حتى أنني إذا مارست الكتابة، أقرأ للزيات، وطه حسين، وغيرهما. فاتتني الإشارة إلى الإعجاز البياني للقرآن الكريم. بعض الأكاديميات تنوي دراسة التعالق النصي مع الذكر الحكيم في مقالاتي. أمنيتي أن يكون من بيننا من يتميز بلغته، وأسلوبه، وأن يكون مثيرًا للتساؤل. لا ثراء ولا تكرّس، ولا حراك إلا بالاختلاف. في النهاية النص الإبداعي لغة مثيرة ممتعة..!