ليس تعاطفا بقدر ما هي قراءة تحليلية بسيطة حول المستشرقين ورحلاتهم الذين «تورطوا» بزيارة الجزيرة العربية والخصيب، فهذه تعتبر من أصعب المهام التي يُكلف فيها المستشرق، رغم أن غالب هؤلاء المستشرقين لم يكن لهم شغف حقيقي أو اهتمام معرفي فعلي بهذه (...)
لا يوجد أسوأ من حظ الرحالة الإنجليزي (تشارلز مونتاجو دوتي) الذي زار الجزيرة العربية ما بين 1876/ 1878، عاش دوتي طفولة بائسة وصعبة جداً، وحياة مليئة بالتناقضات دفعته أن يفجر مواهب عديدة وحافلة بالإنجاز على المستوى العلمي والأدبي سواءً من شعر أو (...)
كارل رسوان (1893-1967) الشاب الألماني المنحدر من ولاية ساكسونيا من شرق ألمانيا إلى الصحراء العربية في أوائل القرن العشرين وتحوَّل إلى شاب بدوي متجوِّل ما بين مضارب القبائل العربية، حيث كان يعرف القبائل وشيوخها، ويعرف عاداتها وتقاليدها وأعرافها، كان (...)
اشتهر في أوائل القرن التاسع عشر اسم النجدي الشهير رحمة بن جابر الجلهمي (ت 1826م)، الذي تتجنبه خطوط ومسارات ربابين السفن الإنجليزية آنذاك خوفاً، ولم يجرؤ أي من هؤلاء بالمرور دون إذن، حيث إن مبدأه قائم كره أي سفينة أجنبية بسبب تشدده الديني، لم تكن له (...)
حينما يكون الحديث حول ما سُرق من أقطار الجزيرة العربية وصحاريها خلال القرنَين فهناك العديد من الآثار الثمينة التي سُرقت ونقلت إلى بلدان أخرى، من أشهرها (مسلّة تيماء) الآرامية التي نقلها القنصل الفرنسي في جدة إلى باريس بعد مقتل (مقتنيها) شارل هوبر؛ (...)
من صحاري الدهناء إلى شرفات وروابي الربع الخالي إلى عمود الحماد، رغم الصعوبة والسير في التواءات وتموجات الرمال إلا وقد انطلقت الرحلة الطويلة للرحالة والمخرج الرائع وابن البادية الأستاذ عبدالله بن حمد المخيال لمرحلة توثيقية طويلة، ربما لم تنتهِ منذ (...)
قبل أعوام كتبت مقالاً عن الرحالة الشهير خميس بن رمثان العجمي (ت 1959م) - رحمه الله - الذي يعتبر من أهم الرحالة والمستكشفين المتأخرين في الجزيرة العربية. لم يعرف منا الكثير عن مهمة ابن رمثان في حكاية التنقيب، وكثير منا يعتقد أنه مجرد (دليل)، أو (...)
الحديث عن الموسيقى وأدواتها غالباً ما يتحول الموضوع فيه إلى موضوع طويل، وربما يكون أحياناً بلا نهاية، رغم أن الموسيقى لا تستهويني كثيراً، ولا تستهويني معزوفات كيتارو والسنباطي والموجي والشريعي وغيرهم، لا أعلم ما السبب، ولا يوجد أي مبرر واضح لعدم (...)
انتشار الشيلات في الخليج والوطن العربي لم يكن أمراً سلبياً أو غير مقبول رغم أن هناك من يرى أن هذه الشيلات و(الشلات) نتاج آخر من نتاج الفنون المستهجنة والحديثة التي ليس لها أي أسس مقامية كمقامات الموسيقى والفنون الشرقية؛ فهي غالباً ما تعتمد على قوة (...)
الثقافي والأدبي والاجتماعي في فضاءات الانترنت أصبح أمراً هاماً لابد منه، سواءً كان اليوم أو غداً، وهذا ما يستوجب مستقبلا أن ترقمن جميع المواد التي لها علاقة في الثقافة والأدب وغيرها، أعني بذلك أن هذا العصر لا ينتظر بل العكس.
أصبحت غالبية الدول في (...)
حينما قرأت عن تاريخ (السراجة) في السودان وجدتها حركة أو ظاهرة تشكلت قديماً، واشتهرت في أوائل القرن العشرين، وهي ما تسمى شعبياً في ظاهرة (الهمباته) أو (النهيض)، سلبت الإبل الذين ملأوا صحاري السودان بالغناء والشعر والسلب والنهب، حيث كان غالب (السراجة) (...)
كنت قبل سنوات أسمع عن معرض الدار البيضاء للكتاب ولم أره، شاءت الأقدار أن أزور المغرب وأزور معرضها الجميل الرائع قبل عام بدعوة رسمية بمناسبة حصولي على جائزة ابن بطوطة، وحينما هبطنا في مطار الدار البيضاء كهبوط البجع المرتحل الذي يعبر البحار متلهفاً (...)
تحدثنا في المقالة السابقة حول رحلة سعيد محمد السوسي، وهو شاب فلسطيني ولد في عام 1868م وأجبر على السفر من قبل السلطة العثمانية إلى اليمن بحجة الجهاد وجمع الزكاة من البلدان ومن القبائل اليمنية عام 1890م.
***
يقول سعيد توجهنا إلى منطقة أخرى وحاصرنا (...)
من بساتين البرتقال في يافا إلى جبال ووديان وشعاب اليمن رحلة عبر البحر المتوسط والبحر الأحمر مليئة بالألم والحزن والأسى والموت، هكذا كانت رحلة سعيد محمد السويسي، وهو شاب فلسطيني ولد في عام 1868م وأجبر على السفر من قبل الحكومة العثمانية إلى اليمن بحجة (...)
بالرغم من العطاء والزخم الشعري الإبداعي، سواء على مستوى الشعر العامي أو الفصيح، من المفترض أن تكون الأغنية الخليجية وصلت إلى العالم من قبل الألفية، عكس الأغاني الشعبية أو الريفية الغربية التي اكتسحت العالم العربي منذ الستينيات، سواء على مستوى (...)
غالباً ما نجد أخطاء فادحة في بعض تدوينات الرحالة الغربيين الذين زاروا المنطقة في القرون السابقة، فهي ليست حالة واحدة على حدة، بل حالات كثيرة تحتاج إلى دراسات أعمق وأشمل، قبل نقل أي معلومة عن موضعها وعن سياقها الطبيعي.
لم تكن مشاهدات وانطباعات (...)
يتكرر اسم بطرس بن ذياب بن يوسف الحلبي - رحمه الله - (1622–1709) في العديد من المخطوطات العربية المحفوظة في باريس منذ أواسط القرن السادس عشر ميلادي، ويبدو لهذه الشخصية مكانة وأهمية لدى ملك فرنسا لويس الرابع عشر 1643–1715 م، حيث أشرف الحلبي على تصنيف (...)
لم تزهر بساتين الشعر النبطي فعلياً إلا في أوائل الثمانيات الميلادية حينما تفردت بعض الصحف الخليجية اليومية في نشر وتخصيص بعض الصفحات التي تهتم بهذا الموروث الجميل الذي يمتد عمره إلى مئات السنين. حيث اعتلى شأن الشعر الفصيح كل المنصات طوال فترة (...)