لم تزهر بساتين الشعر النبطي فعلياً إلا في أوائل الثمانيات الميلادية حينما تفردت بعض الصحف الخليجية اليومية في نشر وتخصيص بعض الصفحات التي تهتم بهذا الموروث الجميل الذي يمتد عمره إلى مئات السنين. حيث اعتلى شأن الشعر الفصيح كل المنصات طوال فترة الخمسينات والستينات والسبعينات الميلادية، ونادرًا ما نجد قبولاً لشعر النبط وشعراء النبط في المحافل الرسمية، باستثناء بعض التواجدات القليلة التي لا يحسد عليها أي شاعر. ظهرت كوكبة شعراء في أوائل الثمانينات بلغة شعرية عذبة ومفردة متجددة مختلفة جداً عن الشعر التقليدي الذي يبدأ حالاً بالنصح وينتهي بالمدح، وكان من بين هؤلاء الشعراء المبدعين الشاعر العذب المتألق شعرًا وإبداعًا وخلقًا الشاعر مسفر الدوسري - شفاه الله تعالى وعافاه -، حيث كان مسفر متفردًا ومختلفًا بما يطرح من إبداع وتفرّد عن بني جيله، فكان الدوسري يؤمن بأن الإبداع حالة تحتاج إلى تفرغ ذاتي وحضور فكري بحثاً عن أجمل المفردات التي نادرًا ما تجدها في نصوص الشعراء، لذا كانت بصمة الدوسري واضحة ومختلفة، وما زالت مختلفة رغم زخم الشعراء الإبداعي في الفترات الأخيرة. ** **