قال مسؤول إيراني كبير إن بلاده تعارض مطالب أميركية بعقد مفاوضات مباشرة بشأن برنامجها النووي أو التعرض للقصف، ورغم رفض إيران لطلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب إجراء محادثات مباشرة، قال المسؤول لرويترز بعد أن طلب عدم ذكر اسمه إنها تريد مواصلة المفاوضات غير المباشرة عبر سلطنة عمان، وهي قناة تواصل بين الدولتين منذ فترة طويلة. وأضاف المسؤول "المحادثات غير المباشرة توفر فرصة لتقييم مدى جدية واشنطن بشأن الحل السياسي مع إيران". وتابع قائلاً إنه على الرغم من أن هذا المسار قد يكون "صعباً"، فإن مثل هذه المحادثات قد تبدأ قريبا إذا دعمت الرسائل الأميركية هذا المسار. وقال المسؤول إن إيران حذرت من مهاجمتها، وإن هذا الإجراء "سيكون له عواقب وخيمة". مضيفاً أن الزعيم الإيراني علي خامنئي وضع القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى. وأججت تهديدات ترمب بشن عمل عسكري على إيران التوترات القائمة بالفعل في جميع أنحاء المنطقة وسط حرب مفتوحة في قطاع غزة ولبنان والضربات العسكرية على اليمن وتغيير القيادة في سورية وتبادل الهجمات بين إسرائيل وإيران. كما أثارت المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا في المنطقة. وقال ترمب إنه يفضل التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني على المواجهة العسكرية وذكر في السابع من مارس أنه بعث برسالة إلى خامنئي مقترحا إجراء محادثات. وقال المسؤول الإيراني الأول إن الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة يمكن أن تستعين بوسطاء من سلطنة عمان يتنقلون بين الوفدين الإيراني والأميركي. وفوض خامنئي وزير الخارجية عباس عراقجي أو نائبه مجيد تخت روانجي بحضور أي محادثات في مسقط. ومع ذلك، يعتقد المسؤول أن هناك مهلة شهرين تقريبا للتوصل إلى اتفاق مشيرا إلى مخاوف من أن تشن إسرائيل هجوما إذا طال أمد المحادثات، وأن الأمر قد يؤدي إلى ما يسمى "بعودة سريعة" لجميع العقوبات الدولية التي فرضت على إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي. وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، من أن طهران تسرع وتيرة تخصيب اليورانيوم "بشكل كبير" إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة أي ما يقارب مستوى 90 بالمئة اللازم لصنع الأسلحة. وتقول دول غربية إن ليس هناك حاجة لتخصيب اليورانيوم إلى هذا المستوى المرتفع في أي برنامج مدني ولم يسبق لأي دولة أخرى أن فعلت ذلك دون إنتاج قنابل نووية. محطات رئيسة في الخصومة الطويلة بين طهرانوواشنطن اتسمت العلاقات بين إيرانوالولاياتالمتحدة، الحليفتين الوثيقتين في وقت سابق، بغياب الثقة والعداء المعلن أحياناً منذ اندلاع الثورة الإيرانية في 1979. وفيما يلي بعض المحطات الرئيسة في العلاقة بين طهرانوواشنطن: 1953 - ساعدت وكالة المخابرات المركزية الأميركية في التدبير للإطاحة برئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق الذي كان يحظى بشعبية كبيرة في البلاد وإعادة الشاه محمد رضا بهلوي إلى السلطة. 1967 - زودت الولاياتالمتحدةإيران بمفاعل نووي ووقود يورانيوم مخصب. ووقعت إيران في 1968 على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، مما سمح لها ببرنامج نووي مدني وليس عسكري. 1972 - زار الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون طهران لتعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين في إطار الاستراتيجية الأميركية لاحتواء النفوذ السوفيتي في الشرق الأوسط. 1979 - دفعت الثورة الإسلامية في إيران الشاه إلى مغادرة البلاد. وعاد الخميني من منفاه وأصبح الزعيم الأعلى. وفي العام ذاته اقتحم طلاب السفارة الأميركية في طهران واحتجزوا موظفيها رهائن. 1980 - قطعت الولاياتالمتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع طهران وصادرت أصولا إيرانية وحظرت معظم المعاملات التجارية مع البلاد. فشلت عملية لإنقاذ الرهائن أمر بها الرئيس الأميركي جيمي كارتر وأُطلق سراحهم بعد دقائق من تنحيه. 1983 - اتهمت الولاياتالمتحدة جماعة "حزب الله" اللبنانية التي أسستها إيران ودعمتها بشن هجمات على سفارتها ومقر لمشاة البحرية الأميركية في بيروت، مما أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص، معظمهم أميركيون. فيما اتهمت "حزب الله" جماعات أخرى بالمسؤولية. 1984 - أعادت الولاياتالمتحدة علاقاتها مع العراق ومنحته دعما دبلوماسيا في حربه على إيران. 1986 - كشف الرئيس الأميركي رونالد ريجان صفقة أسلحة سرية مع طهران في انتهاك للحظر المفروض. 1988 - دمرت البحرية الأميركية منصتي نفط إيرانيتين وأغرقت سفينة حربية ردا على أضرار لحقت بسفينة أميركية اصطدمت بلغم إيراني. وأسقطت البارجة الحربية الأميركية فينسينز طائرة ركاب إيرانية بطريق الخطأ فوق الخليج، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 290 شخصا. 2002 - أعلن الرئيس جورج دبليو.بوش أن إيرانوالعراق وكوريا الشمالية هم "محور الشر". واتهم مسؤولون أميركيون طهران بتشغيل برنامج سري للأسلحة النووية. 2003 - عقب الغزو الأميركي للعراق اكتسبت الجماعات المسلحة الشيعية المدعومة من إيران نفوذا واسعا في أجزاء من البلاد وشنت هجمات على القوات الأميركية. 2011 - أعلن مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي اكتشاف مخطط إيراني لاغتيال السفير السعودي في واشنطن. وتنفي إيران أي دور لها في ذلك. 2012 - منح قانون أميركي الرئيس باراك أوباما، الذي عرض مد يد العون إذا "خففت طهران قبضتها"، سلطة فرض عقوبات على البنوك الأجنبية إذا لم تخفض وارداتها من النفط الإيراني، مما أدى إلى انكماش اقتصادي في إيران. 2013 - انتُخب حسن روحاني رئيسا لإيران على أساس برنامج سياسي يهدف إلى تحسين علاقاتها مع العالم وتعزيز اقتصادها. 2015 - توصلت إيران وست دول كبرى، من بينها الولاياتالمتحدة، إلى اتفاق يحد من أنشطة إيران النووية مقابل تخفيف محدود للعقوبات. 2016 - أطلقت إيران سراح 10 بحارة أميركيين ألقي القبض عليهم بعد دخولهم المياه الإقليمية الإيرانية. وقامت الولاياتالمتحدةوإيران بتبادل سجناء. 2018 - انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية على إيران. 2019 - تعرضت ناقلات نفط لهجوم في الخليج في مايو ويونيو . واتهمت الولاياتالمتحدةإيران بالمسؤولية عن ذلك، وهو ما نفته طهران. 2020 - قتلت الولاياتالمتحدة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في غارة جوية بالعراق. وردت إيران بهجمات صاروخية على قواعد عراقية تضم قوات أميركية، مما أسفر عن إصابة نحو 100 شخص. 2022 - اجتاحت احتجاجات واسعة إيران وفرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على كيانات قالت إنها ضالعة في قمع المحتجين. 2023 - أطلقت إيران سراح خمسة سجناء يحملون الجنسيتين الإيرانية والأميركية مقابل إعفاء من العقوبات. وأفرجت واشنطن عن خمسة إيرانيين محتجزين بعد أيام. وفي السابع من أكتوبر تشرين الأول هاجمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) المدعومة من إيران إسرائيل، حليفة الولاياتالمتحدة، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد 250 رهينة إلى قطاع غزة، وردت إسرائيل بشن عملية عسكرية في غزة تقول السلطات الصحية الفلسطينية إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص. وبدأت جماعة "حزب الله" المدعومة من إيران إطلاق النار على إسرائيل فيما وصفته بأنه تضامن مع غزة. وهاجمت جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران سفنا في البحر الأحمر وأطلقت طائرات مسيرة على إسرائيل دعما لحماس. 2024 - أدت هجمات إسرائيلية على أفراد من الحرس الثوري الإيراني في سورية واغتيالها زعيم جماعة "حزب الله" حسن نصر الله إلى هجومين إيرانيين مباشرين على إسرائيل. وساعدت الولاياتالمتحدة في إسقاط صواريخ وطائرات مسيرة إيرانية أطلقت على إسرائيل. 2025 - هدد ترمب بقصف إيران إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي. وقال الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي إن أي هجوم أميركي على بلاده سيؤدي إلى "رد قوي".