اشتهر في أوائل القرن التاسع عشر اسم النجدي الشهير رحمة بن جابر الجلهمي (ت 1826م)، الذي تتجنبه خطوط ومسارات ربابين السفن الإنجليزية آنذاك خوفاً، ولم يجرؤ أي من هؤلاء بالمرور دون إذن، حيث إن مبدأه قائم كره أي سفينة أجنبية بسبب تشدده الديني، لم تكن له ثقة بالإنجليز، ولم يعقد أي اتفاقية منذ أن نصبه الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد - رحمه الله - أميرا على شريط الساحل الخليجي، استمرت صراعات رحمة حتى أن امتدت إلى البصرة وبوشهر والبحرين والكويت، وكانت له تجربة طويلة في خوض البحار وركب الصعاب لم يتوقف الجلهمي إلى أن قتل في مركبه عام 1826 بعد سقوط الدرعية بتسعة أعوام، فقد كانت له طموحات كبيرة تتجاوز جغرافية الخليج. وفي أوائل القرن العشرين ظهرت شخصية فريدة مشابهة جداً لهذه الشخصية ولكنها ليست على الشريط الساحلي للخليج بل على شريط ساحل البحر الأحمر بجغرافية مختلفة، وزمن مختلف، وهي شخصية عوده بن زويد الجهني، حيث التقى فيه الضابط البريطاني توماس إدوارد لورنس في عام 1917م في ينبع ، ويقول عنه: عودة بن زويد، إنه سلب بعثة «ستوتسنجن» وقذف بمحطتها اللاسلكية وخدمها الهنود إلى البحر، ومازال (عودة) يحتفظ بالمعطف الحرير الذي سلبه من قائد البعثة. فهؤلاء لا يخشون العواقب رغم أهمية مسارات التجارة البحرية لشركة الهندالشرقية آنذاك التي تمتد مابين البحر الأحمر والخليج والهند، وهناك ربما العديد من الشخصيات التاريخية التي ربما لم توثق عنها أي معلومة. ** **