من صحاري الدهناء إلى شرفات وروابي الربع الخالي إلى عمود الحماد، رغم الصعوبة والسير في التواءات وتموجات الرمال إلا وقد انطلقت الرحلة الطويلة للرحالة والمخرج الرائع وابن البادية الأستاذ عبدالله بن حمد المخيال لمرحلة توثيقية طويلة، ربما لم تنتهِ منذ أكثر من عقدين إلى أن تجاوزت الأقطار العربية امتدادًا بجنوب آسيا وسهولها، وما زال المخيال أكثر جهدًا وإبداعًا بتوثيق كل ما يتعلق بالصحراء وأسرارها، وهي بلا شك عملية صعبة جداً، ولكنها لا تصعب على أي باحث جاد، بهذا التميز الذي أنتج من خلاله باكورة أعمال قيمة، أخذت مكانتها عبر العديد من الشاشات، وأولها في أثر أخفاف الإبل في عام 1996م، وتلاها العديد من البرامج، مثل ظلال الصحراء، وبادية العرب، والبادية السمراء، وقناصة العرب، والمغول رعاة السهول، ونداء الصحراء، وبحر الرمال الذي ربما كان من أصعب الرحلات كما يبدو من خلال التصوير على إحدى القنوات. * عادةً ما يقدم المخيال من برامج وثائقية قيمة، تستحق الاهتمام، وتلفت النظر والانتباه دون أي مبالغة، وتثري العقل بالمعلومة والقيمة رغم افتقارنا لمن يهتم بالصحراء ونباتاتها وشيجراتها اليتيمة التي تتهرب من فؤوس (الحطابين) ونقوشها التي لم تسلم من أيادي العابثين والجهلة. كما ينقل لنا أيضاً المتميز الدكتور عيد اليحيى في برنامجه الرائع (على خطى العرب) الذي يستحق الاهتمام، وكذلك الأستاذ محمد اليوسفي في حبائل الصحراء، وروّاد الصحراء. فنحن محظوظون بهؤلاء الباحثين، وفرحنا كثيراً بتكريم الأستاذ عبدالله المخيال من خلال مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل إذ كرمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله - على هذه اللفتة الكريمة التي تعتبر من أهم وأسمى ما يناله أي باحث متميز. * وستبقى هذه الوثائقيات مهمة جداً لجميع الأجيال لمعرفة أهمية الصحراء العربية وأسرارها. ويبقى القول: ما زال هؤلاء الباحثون متميزين؛ فلم يسبقهم أحد على هذا التميز والاجتهاد والتفرد. ** **