تضاربت الآراء حول أسباب تدني الأداء في المؤسسات الصحية، ففي الوقت الذي عزاه استشاري في مستشفى معروف إلى إسناد الوزارة المناصب الإدارية العليا إلى أطباء غير مؤهلين للإدارة، مع تحييدها للإداريين وحرمانهم من الصلاحيات اللازمة، طمأن مسؤول بوزارة الصحة أن الوزارة لا تهمل تأهيل مديري المستشفيات، ولا تختار سوى المؤهلين منهم من ذوي الخبرات الإدارية لتولي تلك المسؤوليات، وإخضاعهم لتدقيق عالي المستوى بعيد عن العشوائية، وذلك طبقا لتقرير "مكة"، وفيما يلي التفاصيل: نقص الكفاءات -------------- قال استشاري أمراض وتصوير القلب للكبار بمستشفى فرعون بجدة، الدكتور صالح الغامدي، إن الوزارة تسند جميع المناصب الإدارية بالمستشفيات بوزارة الصحة لأطباء غير متخصصين في علم الإدارة، ولا يملكون خبرات طويلة فيها، في الوقت الذي تعاني فيه المستشفيات من نقص شديد في الأطباء وحاجة ماسة إليهم في تخصصاتهم، مضيفا أن «الصحة» تعلل ذلك بنقص الكفاءات الإدارية لديها، رغم أنهم متاحون ولكن صلاحياتهم محدودة، ويتركز القرار الأخير في يد الطبيب المدير. وأضاف الغامدي أن تحييد الإداريين في وزارة الصحة وإبعادهم عن المراكز القيادية ترك سلبياته على العمل في المؤسسات الصحية التابعة لها، لعدم قدرة الطبيب غير المتخصص إداريا غالبا على إجادة قراءة الأرقام والتخطيط والإشراف وحل المشكلات، فضلا عن الافتقار إلى القدرة على تكوين فرق العمل واتخاذ القرارات المناسبة والتأكد من تنفيذها، لكن لا أحد يشكك في نوايا هؤلاء الأطباء الذين يقودون العمل الإداري ورغبتهم في إنجاز العمل الموكل لهم بالصورة الصحيحة، غير أن حسن النية وحده لن يفيدهم كثيرا، مما نجم عنه تشويش في شخصية المؤسسة الصحية وتخبطها في اتخاذ القرارات، والأدهى من ذلك ما يحدث من هدر مالي خطير، يتزامن مع تدني رضا الموظفين عن عملهم ومكافآتهم وتقديرهم مما يكرس لديهم حالة من الإهمال وعدم المبالاة، وآن الأوان للبدء بتأهيل المديرين القائمين حاليا، مع فتح المجال للكوادر الشابة للمساهمة في احتواء هذه المشكلة. التأهيل الإداري ------------------ من جانبه أشار مستشار وزير الصحة لشؤون المناطق، رئيس لجنة اختيار قيادات المستشفيات في وزارة الصحة الدكتور علي القحطاني إلى أن ثمة مسارا وظيفيا وتدريبيا في مجال الإدارة الصحية، يؤهل من يرغب في العمل الإداري قبل ترشيحه لإدارة المرفق أو المنشأة الصحية، وترشح المناطق ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص لتولي منصب مدير المستشفى، وترفع بترشيحاتها مرفقة بالسيرة الذاتية، مع مراعاة الإبقاء على الأطباء ذوي التخصصات الهامة والنادرة في تخصصهم، وعدم تفريغ مواقعهم. وأكد القحطاني أن اللجنة التي تتكون من متخصصين في مختلف المجالات تدرس السير الذاتية، وتكون الأولوية لمن لديه تأهيل إداري، وبعدها ترسل للإدارة المعنية بالوزارة لدراستها ومناقشة المنطقة بهذا الخصوص، ومن ثم ترفع اللجنة بأحد المرشحين لنائب وزير الصحة للشؤون الصحية ونائب الوزير للتخطيط والتطوير ويعتمد نهائيا من قبل وزير الصحة، وتحرص الوزارة على الاستفادة من المؤهلين والمتخصصين في إدارة المستشفيات.