بكلمات مستفزة تقلب الحقائق وتعيد تصوير الأحداث بالشكل الذي يخدمها تشكل مقالا للكاتب اليهودي فيكتور شارب بعنوان "دعوة أوباما لإسرائيل بتدمير نفسها ذاتيا" الذي جاء على موقع صحيفة "كندا فري بريس". وبحسب ما أوردته شبكة محيط بدأ الكاتب مقاله بالإشارة إلى مطالبة الرئيس أوباما في خطابه الأخير بانسحاب إسرائيل إلى خطوط الهدنة التي كانت قائمة بعد الحرب العربية الإسرائيلية في نهاية عام 1948،على الرغم من أن هذه الخطوط لا تشكل حدودا بل هي مجرد مواقع عسكرية كانت موجودة بعد محاولة عربية فاشلة للقضاء على إسرائيل. ثم شرع فيكتور بالتذكير بالتاريخ المشرف لإسرائيل من وجهة نظره وعرض انتصاراتها في حرب الأيام الستة في يونيو 1967. حيث أشار إلى أن إسرائيل قد اضطرت إلى خوض حرب أخرى من أجل البقاء في مواجهة عدوان جديد من جانب مصر وسوريا والأردن. فقدت فيها البلدان العربية الثلاث بعض من أراضيها كنتيجة مباشرة لفشل حرب الإبادة الجماعية الجديدة ضد الدولة اليهودية مرة أخرى. نتيجة لذلك، أثارت إسرائيل عودة الجيش السوري من مواقعه في هضبة الجولان، الأرض الإستراتيجية العالية التي منها قصفت سوريا المزارعين الإسرائيليين في وادي حولا أدنى الهضبة والصيادين الإسرائيليين في بحر الجليل. كما فقدت مصر شبه جزيرة سيناء وحفرت القوات الإسرائيلية على الضفة الشرقية لقناة السويس وطورت حقل نفط أبو رديس. مشيرا إلى أن تلك الأراضي والحقول النفطية قد أعطيت إلى مصر مرة أخرى في مقابل قطعة من الورق، هي معاهدة السلام التي وصلت الآن إلى نقطة يجري تمزيقها من قبل الحكومة المصرية الجديدة المحتملة تحت تأثير جماعة الإخوان المسلمين، أما في الأردن فقد قام الجيش الإسرائيلي بفتح الضفة الغربية من نهر الأردن التي كانت في ذلك الحين جزء من أراضيها وكذلك القدس. رأى فيكتور أنه هكذا حرر الأجداد والكتاب المقدس اليهودي يهودا والسامرة من الاحتلال العربي الأردني، وفي الوقت نفسه، كان اليهود قادرين على الصلاة مرة أخرى في الأماكن المقدسة والمعابد القديمة في القدس، التي كانت قد تعرضت للتدنيس من قبل المسلمين العرب بحسب قوله وأصبحت القدس تحت الحكم الإسرائيلي لأول مرة مفتوحة بحرية أمام جميع الأديان في العبادة، وهذا شيء قد حظره الأردنيين. وأضاف أنه قد صدر بعد ذلك مذكرة سرية من قبل رؤساء هيئة الأركان المشتركة بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وكانت استنتاجاتهم أن أي تسوية سلمية بين إسرائيل والأطراف المتحاربة العربية لن تنجح إلا إذا احتفظت إسرائيل ببعض الأراضي الحيوية لاستمرار وجودها وبقائها. وقد تم الآن التخلي عن هذه الحقائق عمدا من قبل نظام أوباما بعد خطاب باراك حسين أوباما الفاحش الذي طالب فيه بضرورة عودة إسرائيل إلى خطوط ما قبل عام 1967 تلك الحدود التي لا يمكن الدفاع عنها والتي تشكل دائما دعوة لغزو عسكري عربي. وأكد الكاتب على أن المناطق التي أعلنتها هيئة الأركان المشتركة كحدود الحد الأدنى للدفاع عن الدولة اليهودية قد شملت مرتفعات الجولان ، والنصف الغربي من السامرة (الجزء الشمالي الغربي من الضفة الغربية)، ويهودا بأكملها (الجزء الجنوبي من الضفة الغربية) وغزة قطاع غزة وأجزاء عدة من شرق شبه جزيرة سيناء. كل ذلك حدث، بطبيعة الحال، قبل أن يصبح العالم مهووسا بإقامة دولة الإرهاب العربي المقتطعة من الأراضي الضيقة بين البحر المتوسط ونهر الأردن، تلك الأراضي التي تتسع لنحو أربعين ميلا. مشيرا إلى أنه منذ ذلك التقرير في عام 1967، أعطت حكومة بيجين كل سيناء لمصر. كما تنازلت عن قطاع غزة بالكامل عام 2005 تحت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ونائبه إيهود أولمرت، مع عواقب كارثية بالنسبة للدولة اليهودية. حيث احتلت حماس فرع جماعة الإخوان المسلمين بفلسطين حاليا قطاع غزة وأطلقت حتى الآن حوالي ألف ومائتان من الصواريخ الإيرانية على القرى والبلدات الإسرائيلية، هكذا أكد فيكتور أن إسرائيل الآن تحت ضغط كبير بل وأكبر من أي وقت مضى من قبل الإدارة الأمريكية ورئيسها "الأسمر البشرة" الموالي للمسلمين والماركسية والمتخلي عن المعقل السلفي اليهودي في يهودا والسامرة. وبهذا ينظر للرئيس باراك أوباما على أنه يشكل خطرا واضحا وقائما على بقاء وتشكيل الدولة اليهودية، مؤكدا أنه في أعقاب حرب الأيام الستة، لم تهتم هيئة الأركان المشتركة الأمريكية بالتراث اليهودي أو التاريخ التوراتي بل كان اهتمامهم باحتياجاتهم الإستراتيجية في بقاء إسرائيل بمجاورة سيئة للغاية هي الآن أكثر تعطشا للدماء والعنف أكثر من أي وقت مضى، لهذا فإن هيئة الأركان المشتركة خططت للاحتفاظ بالحد الأدنى من الأراضي التي يجب أن تكون عليها إسرائيل. ثم ألقى الكاتب الضوء على دراسة للعقيد الأمريكي المتقاعد "ايرفينج كيت" والتي أعدها عن احتياجات إسرائيل الأمنية في عام 1974. التي أطلق عليها اسم "الحل المقترح للصراع العربي الإسرائيلي" ، واقترح فيها أنه من الناحية العسكرية، يجب أن تشكل حدود إسرائيل لجعلها دولة مضغوطة مع الحدود الطبيعية على جميع الأطراف، نهر الأردن بالشرق وهضبة الجولان السورية بالشمال الشرقي، ونهر الليطاني شمالا، والبحر المتوسط غربا والحدود التاريخية مع شبه جزيرة سيناء بالجنوب، مضيفا أنه قد تم التوصل إلى معظم هذه الحدود كنتيجة مباشرة للعدوان العربي على إسرائيل على حد قوله تحت ضغط من إدارات الولاياتالمتحدةالأمريكية التي حثت إسرائيل على "المجازفة من أجل السلام" مع تأكيده بأن إسرائيل هي دائما من يحاط بالمخاطر وليس الدول العربية المحيطة بها مطلقا. هذا وقد رأى الكاتب من وجهة نظره المغلوطة أن الصراع العربي الإسرائيلي لم يكن أبدا مجرد حرب على الأراضي. بل هو دائما وأبدا حربا دينية، فالإسلام لن يقبل أبدا بوجود دولة غير مسلمة، مهما كان الحجم أو الشكل الذي ستكون عليه، ضمن حدود الأراضي التي احتلت من قبل المسلمين في سبيل الله، مضيفا أن هذه هي الحقيقة الأساسية التي يصعب فهمها وضرب مثلا على ذلك مصوا له بالطريقة التي توائم فكره المغلوط بما فعله المسلمون بلبنان البلد المسيحي في المقام الأول والمصير الذي ينتظر الأقباط المسيحيين في مصر في ظل تزايد الإخوان المسلمين، وأكد أنه لهذا السبب تصبح مقولة "الأرض مقابل السلام" محض هراء حيث أنه يمكن أن تتنازل إسرائيل الصغيرة عن الأراضي الثمينة لكنها لن تحصل على السلام من العالم العربي المسلم. وهكذا فإن مقولة "حل الدولتين"، التي يعشقها الرئيس أوباما والرئيس جورج بوش من قبله، تتطلب قلب الكتاب المقدس اليهودي في يهودا والسامرة (ما يسمى بالضفة الغربية) لتكون بعيدة عن من يطلقون على أنفسهم العرب الفلسطينيين . لكن هؤلاء العرب ليس لديهم النية لصنع السلام، الذي ينبغي أن يكون كافيا بالنسبة لأي حكومة إسرائيلية ولهذا قال رئيس مجلس الوزراء ديفيد بن جوريون، مناحم بيجين واسحق شامير، كل في فترة حكمه ، جميعهم قالوا "لا" للضغوط الدولية من هذا القبيل في الماضي. وهذا ما يطالب به باراك حسين أوباما الآن إسرائيل مستخدما كلمة "الحل النهائي" ككناية أخرى للرهبة التي يستخدمها النازيون فتلك الكلمة هي رمز للمحرقة وحين تأتي إلى الذهن تقشعر لها الأبدان. وقد أنهى الكاتب مقاله بأمله في أن لا يتعثر بنيامين نتنياهو في رفضه لأن يكون ملمحا مألوفا لرئيس الوزراء الإسرائيلي المضطر لرئاسة انتحار القومية الإسرائيلية، كما أعرب عن أمله في تذكير نتنياهو لأوباما بأن مثل تلك المطالب المستبدة من البيت الأبيض ووزارة الخارجية ليست هي سبيل الولاياتالمتحدة للتعامل مع حليفتها الأكثر ولاء.