تزامنت الذكرى ال 42 لحرب حزيران (يونيو) 1967، مع إلحاح الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما على الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو من أجل قبول «فكرة الدولتين»، ما يعني أيضاً تسليماً ب «مبدأ التقسيم». وقد أدى هذا الإلحاح، في نهاية الأمر، إلى «خطاب جامعة بار إيلان»، الذي ألقاه نتانياهو في 14 حزيران (يونيو) 2009، واعتبر كثيرون من الإسرائيليين أنه ينطوي على «قبول فكرة الدولتين» و«مبدأ التقسيم». وكان البروفسور شلومو أفينيري، وهو أحد أبرز أساتذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية - القدس والمدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، قد أكد في إحدى المناسبات أن خطة الانفصال أو فك الارتباط عن قطاع غزة، والتي جرى تنفيذها في خريف 2005، جسّدت «بداية تغيير في الخطاب السياسي الإسرائيلي السائد في شأن المناطق» المحتلة، غير أن هذا التغيير بات جامداً لأسباب عدة لعل أهمها هو غياب رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، أريئيل شارون، عن الخريطة السياسية». وأوضح أن أهمية هذا التغيير «تكمن في أن خطة الانفصال المذكورة أعادت إلى الصدارة الجدل حول موضوع مهم للغاية، هو ضرورة تقسيم البلد بيننا وبين الفلسطينيين». وهو جدل كان يثور بين الفينة والأخرى في الخطاب السياسي الإسرائيلي بعد حرب حزيران 1967، لكنه لم يسفر عن إنضاج خطط سياسية قابلة للتنفيذ. فكيف تبدو معاني تلك الحرب في الذاكرة الإسرائيلية، بعد مرور أكثر من أربعة عقود على اندلاعها وإحدى وستين سنة على إقامة إسرائيل؟ هنا عرض لبعض الآراء الإسرائيلية في هذا الشأن، كما انعكست في عدد من المنشورات والدراسات الحديثة. يؤكد شلومو أفينيري أنه خلال العقد الممتد بين الأعوام 1937 الى 1947 كان الموضوع المركزي الذي هيمن على الخطاب السياسي في الييشوف (مجتمع المستوطنين اليهود في فلسطين قبل 1948) هو موضوع التقسيم (تقسيم فلسطين). ولم يكن التعاطي مع التقسيم بسيطاً من طرف مختلف القوى السياسية الصهيونية، إذ أنه ترافق أيضاً مع اندلاع الحرب العالمية الثانية وأحداث المحرقة النازية (الهولوكوست). ويقول إن «فرحتنا بصدور قرار التقسيم في 1947 كان عائداً إلى صدور اعتراف دوليّ بسيادة يهودية على جزء من فلسطين، ولو أن العرب فرحوا كما فرحنا وتصرفوا مثل ما تصرفنا لقامت دولة فلسطينية مستقلة بجوار دولة إسرائيل منذ ذلك الوقت». ويضيف: «بين عامي 1949 و1967 رأت الحركة الصهيونية أن التقسيم، بحسب ما جرى تطبيقه ميدانياً، لا بحسب قرار التقسيم الدوليّ من عام 1947، هو بمثابة تحقيق للأهداف الصهيونية القابلة للتحقيق. وكان الشيء الرئيسي هو أنه تم إنجاز السيادة الإقليمية اليهودية وتمّ تلقين العرب درساً عسكرياً، بغضّ النظر عن واقع أنهم لم يتعلموه جيداً». ويعرب عن اعتقاده بأنه «لو كان العرب، في فترة الأعوام المذكورة، قد عرضوا اتفاق سلام على إسرائيل يستند إلى حدود اتفاقيات الهدنة في عام 1949 لكانت القيادة السياسية الإسرائيلية تقبل في معظمها هذا الاتفاق، مع إمكان تفجّر بعض الجدل في شأنه بطبيعة الحال. في تلك الفترة أيضاً لم يكن هناك زعيم إسرائيلي واحد قد عرض أن تشنّ إسرائيل حرباً مدبّرة من أجل «تحرير أجزاء من الوطن» لم تشملها حدود دولة إسرائيل (المقصود بعض أراضي الضفة الغربية). وحتى حزب حيروت اليميني، بزعامة مناحيم بيغن، لم يطرح مثل هذا الأمر. وقد ركز هذا الحزب، باعتباره المعارضة الرئيسية لحزب مباي والتيار العمالي الصهيوني، حراكه السياسي لا في محاربة السلطة الحاكمة على خلفية إهمالها تحرير تلك الأجزاء من الوطن، إنما على خلفية موضوعات أخرى هي بالأساس موضوعات اجتماعية واقتصادية». ويتابع: «غير أن حرب حزيران 1967 خلطت كل الأوراق وتغيّر الخطاب السياسي في إسرائيل وعاد خطاب التقسيم مرة أخرى إلى صدارة جدول الأعمال العام، مع ملاحظة أن هناك فارقاً كبيراً بين الدعوة إلى خوض حرب من أجل «تحرير أجزاء من الوطن» وبين الإصرار على عدم إعادة هذه الأجزاء بعد أن أصبحت في حوزتنا عقب الحرب. أما استعمال مصطلح «أرض إسرائيل»، والذي كان يعني حتى 1967 دولة إسرائيل في نطاق حدود الهدنة، فقد بات يظهر رويداً رويداً كما لو أنه يخصّ الجزء الشرقي من الخط الأخضر فقط، لا الجليل أو النقب. علاوة على ذلك فإن هذا المصطلح كان يمنح أفضلية لما يسمى ب «المعسكر القومي» (الوطني) ويجعل معسكر اليسار الصهيوني في موقف الدفاع عن النفس». ويشير أفينيري إلى التطورات السياسية التي طرأت على ما يسمى بتيار الصهيونية الدينية - القومية، الذي مثل عليه حزب المفدال. ومما يقوله في هذا الشأن إن «حزب المفدال كان حتى العام 1967 حركة دينية معتدلة. لكن بعد 1967 تغيرت الصورة تماماً، وشيئاً فشيئاً أصبح المفدال حزباً يقود معسكراً واحداً هو المعسكر القومي (الوطني)». أخيراً يشير أفينيري، إلى أن «خطة الانفصال عن قطاع غزة مثلث بداية التغيير في هذا الخطاب السياسي والعقلي الذي ترسخ بعد حزيران 1967، لكنها لم تعمّر طويلاً». ارتفاع أسهم إسرائيل من ناحيته يركز د. يهودا بن مائير، نائب وزير الخارجية وعضو الكنيست الأسبق عن حزب «المفدال» والباحث في «معهد دراسات الأمن القومي»، على موضوع «التبدلات في المجتمع الإسرائيلي في أعقاب حرب حزيران 1967». وفي رأي بن مائير فإن هناك تبدلين رئيسين: الأول: «تأثير حرب حزيران 1967 الهائل على الشتات اليهودي، خصوصاً في الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي (السابق). فقد ارتفعت أسهم إسرائيل كدولة للشعب اليهودي لدى الشتات وارتقى تماثل هذا الشتات مع إسرائيل بضع درجات، إذ قبل ذلك لم يكن هذا التماثل بديهياً أو مفهوماً بصورة ضمنية حتى بين صفوف أبناء الجالية اليهودية في الولاياتالمتحدة. وإنما الذي كان هو تماثل محدود نجم أساساً عن وجود مخاوف في شأن تدمير إسرائيل. وقد انعكس تعزّز هذا التماثل في حجم التبرعات والمساعدات وكذلك في تصاعد موجة الهجرة اليهودية إلى إسرائيل». ويقول في هذا الصدد إن «أول بذور الهجرة اليهودية الكبرى من دول الاتحاد السوفياتي السابق في مطلع التسعينيات من القرن العشرين تم زرعها في أعقاب حرب حزيران 1967. ولا شك في أن هذا التغيّر الجوهري في تماثل الشتات اليهودي مع دولة إسرائيل خضع للمدّ والجزر بعد تلك الحرب وبتأثير أحداث كبيرة أخرى من قبيل الحرب على لبنان في 1982 والانتفاضة الفلسطينية الأولى في 1987 والانتفاضة الفلسطينية الثانية في 2000». الثاني: «نشوء تقاطب عميق داخل المجتمع الإسرائيلي حيال موضوع مستقبل المناطق (المحتلة). وهو تقاطب آخذ في التعمق وأصبح يقسم بصورة عامودية بين جمهورين من السكان اليهود: الجمهور الحريدي- الوطني والجمهور العلماني. وما يميز هذا الانقسام هو تطرّف الجمهور الحريدي - الوطني الذي يحمل في طياته الكثير من المخاطر على المجتمع الإسرائيلي رغم كون هذا الجمهور أقلية صاخبة، مثل كل أقلية». ويضيف بن مائير أن «هناك تبدلات أخرى طرأت على المجتمع الإسرائيلي في أعقاب حرب حزيران 1967، غير أنها يمكن أن لا تكون ناجمة عنها فقط. من ذلك مثلاً مسار تطوّر الاقتصاد الإسرائيلي، الذي انطلق بقوة نحو النموّ بتأثير الحرب. وأيضاً انتقال تشديد الانتماء إلى الجماعة القومية، أي على ال «نحن»، إلى تشديد الانتماء الفردي، أي على ال «أنا». غير أن مشاعر التماثل مع الجماعة القومية «لا تزال قوية ولا تعتبر مدعاة لإثارة القلق». ماذا تعلم العرب؟ نتوقف الآن عند مقالة جديدة بقلم د. إفرايم كام، نائب رئيس «معهد دراسات الأمن القومي»، حملت عنوان «ماذا تعلمت الأطراف العربية من حرب حزيران 1967؟». ويشير كام على وجه الخصوص، إلى أن «الأطراف العربية بقيت بعد بضعة أعوام من حرب 1967 تبحث عن شتى السبل لتجاوز آثار الهزيمة. وبمقارنة ذلك بالأوضاع الحالية التي تسود العالم العربي يمكن القول إن تغييرات مهمة ودراماتيكية قد طرأت على مواقف هذه الأطراف إذ من الصعب أن تجد زعيماً عربياً واحداً الآن يتبنى موقفاً يقول بضرورة هزيمة إسرائيل... حرب تشرين الأول (اكتوبر) 1973 أزالت وصمة الهزيمة في 1967 لكن في الوقت نفسه أثبتت للأطراف العربية أنه يستحيل إلحاق الهزيمة بإسرائيل». ويقدم كام عرضاً ل «تطوّر المواقف السياسية والعسكرية لدى كل من مصر وسورية والأردن، منذ حرب حزيران 1967». ومما يورده في هذا الشأن: 1 - مصر: «بعد حرب حزيران 1967 مثل أمام مصر خياران واقعيان: الأول - خوض حرب استنزاف ضد إسرائيل. والثاني - القيام بعملية عسكرية محدودة (شبيهة بتلك التي جرى القيام بها خلال حرب أكتوبر 1973). وقد اختار الرئيس جمال عبد الناصر الخيار الأول. أما خليفته، الرئيس أنور السادات، فقد استقّر قراره على إتباع الخيار الثاني وأضاف إليه عنصرين جديدين هما: 1- تطوير الخيار العسكري، 2- دمج الخيار العسكري ضمن عملية سياسية. وبناء على ذلك فإن النظر إلى حربي 1967 و1973 ينبغي أن يتم باعتبارهما وحدة واحدة من ناحية مصر». 2 - سورية: «أدت حرب حزيران 1967 إلى اعتراف سوري برجحان توازن القوى بين إسرائيل وسورية لمصلحة الأولى، وإلى معرفة أن إسرائيل تهدّد دمشق انطلاقاً من هضبة الجولان المحتلة». لكن سورية ظلت متمسكة بالخط المتشدّد إزاء إسرائيل لأسباب أيديولوجية ولغياب ظروف قاهرة مماثلة لتلك التي اضطرت مصر إلى انتهاج طريق التسوية السياسية، ومنها الأوضاع الاقتصادية الداخلية». ويرجع الباحث أسباب موافقة سورية، لأول مرة، على «التحادث مع إسرائيل» في أوائل التسعينيات من القرن الفائت إلى ما أسماه «انهيار مفهوم الأمن السوريّ». كما يشير إلى أن سورية «لا تملك الآن إستراتيجيا واضحة في شأن نزاعها مع إسرائيل». 3 - الأردن: «الأردن خضع إلى التغيير الأكثر أهمية الذي ترتب على حرب حزيران 1967. وأبرز الدروس التي استبطنها بعد تلك الحرب هي التنازل عن خيار الحرب ضد إسرائيل والاتجاه نحو خيار التعايش السلمي معها، وأيضاً التنازل عن الضفة الغربية، الذي تم الوصول إليه بصورة تدريجية إلى أن أعلن عنه رسمياً في عام 1988 (المقصود إعلان العاهل الأردني السابق، الملك حسين، عن فك الارتباط مع الضفة الغربية)». وإجمالاً، يقول كام، «كان لحرب حزيران 1967 دور حاسم وقاطع في إقناع العرب باستحالة القضاء على إسرائيل لأنها متفوقة من ناحية إستراتيجية ولأنها تعتمد على الولاياتالمتحدة. وبعد هذه الحرب اختفى تعبير تصفية آثار حرب 1948 وحلّ محله تعبير تصفية آثار حرب 1967، كما انهار الائتلاف العربي». حروب خلفت «إعاقات» ويركز البروفسور زكي شالوم، المحاضر في جامعة بن غوريون في بئر السبع والباحث في «معهد دراسات الأمن القومي»، في أبحاثه، على ما يسميه ب «الإعاقات» التي خلفتها وراءها كل حرب من «حروب إسرائيل» المختلفة. وقد خصّص لحرب حزيران 1967 كتاباً كاملاً بعنوان «الديبلوماسية في ظل الحرب». ويقول شالوم إن الانطباع الشعبي العام هو أن إسرائيل «انتصرت في كل الحروب التي خاضتها، سواء كانت حروباً اختيارية أم اضطرارية»، لكن الحقيقة التي يجري التغاضي عنها على الدوام هي أن كل حرب تخلف وراءها «نسبة إعاقة معينة». وقدّم أمثلة موجزة على ذلك كما يأتي: حرب 1948 (أو المسماة «حرب الاستقلال» في القاموس الإسرائيلي الرسمي): «لم تشهد هذه الحرب تضامناً على نطاق واسع لدى الييشوف اليهودي في فلسطين، كما هو موصوف في الروايات الإسرائيلية الرسمية. وكانت لدى عدد كبير من الساسة قناعة أكيدة أن الصفة التي تم خلعها على هذه الحرب بأنها حرب الفئة القليلة ضد الفئة الكبيرة هي كذبة ممجوجة. كما اقترنت تلك الحرب بصراعات سياسية عنيفة. وأدّت إلى نشوء مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، التي لا تزال تلاحق إسرائيل حتى أيامنا الحالية. وقد انتهت حرب 1948 بشعور أنها فوتّت فرصة ترجمة المنجزات العسكرية إلى اتفاقات سياسية لمصلحة إسرائيل. وعلى رغم ذلك اعتبرت هذه الحرب بمثابة انتصار باهر». «عملية قاديش» (أو حرب السويس) في عام 1956: «في هذه الحرب تحالفت إسرائيل مع دولتين كولونياليتين (بريطانيا وفرنسا) خاضتا حرباً وحشية ضد دولة من العالم الثالث (مصر). وكانت حرباً اختيارية كلاسيكية هدف دافيد بن غوريون من ورائها إلى إسقاط نظام جمال عبدالناصر». حرب «يوم الغفران» أو حرب أكتوبر 1973: «تمثلت الإعاقة التي خلقتها هذه الحرب في اندلاعها بصورة مفاجئة وفي حجم الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها إسرائيل، وكذلك في اتضاح حقيقة أن إسرائيل لم تكن جاهزة لحرب طويلة الأمد، وعلى خلفية ذلك تم تسيير قطار جوّي من الولاياتالمتحدة إلى إسرائيل». أمّا الاستنتاجات، التي يتوصل إليها في كتابه في شأن حرب 1967، والذي يعتبر من أحدث المؤلفات الإسرائيلية حولها، فتشير إلى أنه «على رغم ارتسام الحرب في الذاكرة الشعبية الإسرائيلية باعتبارها انتصاراً ساحقاً، اشتملت على الكثير من الإخفاقات». من هذه الإخفاقات يمكن ذكر الآتي: أولاً: اشتملت الحرب على سلسلة من الإخفاقات الاستخبارية، ويتحمل وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، موشيه ديان، المسؤولية عن معظمها. مثلاً قدّر ديان أن مصر لن تهبّ لنجدة سورية وأن مصر لن تشارك في الحرب بسبب تبعات الحرب في اليمن، وقد تبين أن تقديراته خاطئة. ثانياً: لم يخطط رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك، ليفي أشكول، ما عرف باسم «فترة الانتظار»، وإنما انجرّ إليها بسبب عدم قدرة القيادة السياسية على اتخاذ قرارات حاسمة. ثالثاً: قصة انهيار رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، إسحاق رابين. وعلاوة على هذا الانهيار الذي بات معروفاً، فإن رئيس هيئة الأركان العامة لم يبثّ ذرة واحدة من الإصرار أو التصميم على أن في وسع الجيش الإسرائيلي أن يشنّ الحرب. رابعاً: الثقافة السياسية التي سيطرت على المؤسسة السياسية الإسرائيلية كانت ثقافة فاسقة، ويدل على ذلك أكثر من أي شيء آخر تغاضي وزير الخارجية في ذلك الوقت، أبا إيبان، عن التوجيهات التي تلقاها من المؤسسة السياسية عند خروجه إلى بعثة خارجية تمهيداً للحرب. ويؤكد شالوم إن الإخفاق الأكبر لحرب 1967 يكمن في أنها لم «تخلق نطاقاً واسعاً من الردع في صفوف العالم العربي، الذي ظلّ يقاتل إسرائيل، بل وبدأ بذلك بعد أشهر معدودة من انتهاء الحرب، خلافاً لحرب 1948 التي أوجدت ردعاً إستراتيجياً، بل وخلافاً حتى لحربي 1956 و1973». * باحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية - «مدار»