رَأَت صحيفة "الديلي تلجراف" البريطانيَّة أنه على العرب وليس بريطانيا التدخل عسكريًّا في ليبيا من أجل حماية الثوار الذين يتعرضون لأشد أنواع القمع من قِبل نظام العقيد معمر القذافي. وأعربت الصحيفة عن قلقها الشديد من قيام بريطانيا بالمشاركة في فرض حظر جوي على الأجواء الليبيَّة حتى بموافقة الجامعة العربية، مشيرةً إلى أن على رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أن يكون أكثر حرصًا بخصوص ليبيا. وقالت الصحيفة: "إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يعاني حاليًا من صعوبة تحديد المصالح القوميَّة البريطانيَّة وكيفية التصرف وفقًا لها". وأضافت: "يمكن الجدل بأن علينا التزامًا أخلاقيًّا بأن نمنع حدوث مأساة إنسانيَّة في شمال إفريقيا، غير أنه أمر آخر تمامًا أن نخدم المصالح القومية البريطانيَّة بأن نلتزم عسكريًّا بنزاع ملتهب يصعب التنبؤ به كذلك الذي يجري حاليًا، فبدون الحصول على دعم ملائم من مجلس الأمن الدولي قد نجد أنفسنا نسير مغمضي الأعين إلى عراق آخر" وفقًا لشبكة "بي بي سي". وتتحدث الصحيفة عن القلق الذي تشاطر فيه العسكريين البريطانيين إزاء دعوة كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، وأشارت إلى أن الهيمنة على المجال الجوي لبلدٍ آخر هو انتهاك لسيادته، وحتى يكون فعالا يتوجب على الدول الغربيَّة قصف الدفاعات الجوية الليبية ومطاراته العسكريَّة وربما حتى سلاحها الجوي. وتابعت: "وماذا سيحدث إذا ما ثأر القذافي بالاستيلاء على ممتلكات أو رهائن بريطانيين؟ لن يكون هناك خيار أمامنا حينئذ سوى نشر قواتنا المستنزفة على الأرض بما قد يترتب على ذلك من تداعيات". وأوضحت أنه "إذا كان لا بد من استخدام القوَّة ضد القذافي فإن السلاح الجوي المنيع لكل من السعودية ومصر قادر على أداء هذه المهمَّة"، لافتة إلى أن "العالم العربي يرتاب في المهام الإنسانيَّة الغربيَّة، حسنا، ليستخدم هو قدراته العسكرية التي حصل عليها من حلفائه الغربيين مقابل ثمن باهظ الثمن ليخلص العرب مثله من أزمة عربية بامتياز".