رفضت صحيفة (ديلي تليجراف) البريطانية السبت 12 مارس 2011 التدخل الغربي في ليبيا. وكتبت بعنوان "فليخلص العالم العربي أبناؤه" تقول إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يعاني حاليا صعوبة تحديد "المصالح القومية البريطانية" وكيفية التصرف وفقا لها. وتضيف الصحيفة أنه "يمكن الجدل بأن علينا التزاما أخلاقيا بأن نمنع حدوث مأساة إنسانية في شمال إفريقيا. غير أنه أمر آخر تماما أن نخدم المصالح القومية البريطانية بأن نلتزم عسكريا بنزاع ملتهب يصعب التنبؤ به كذلك الذي يجري حاليا، فدون الحصول على دعم ملائم من مجلس الأمن الدولي قد نجد أنفسنا نسير مغمضي الأعين إلى عراق آخر". وتتشاطر الصحيفة القلق مع العسكريين البريطانيين إزاء دعوة كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا. وتفصل الصحيفة المصاعب التي تراها في وجه تدخل عسكري بريطاني، بالإشارة إلى ما أدلى به رئيس الأركان البريطاني السابق اللورد دانات قبل يومين. فوفقا للورد دانات "الهيمنة على المجال الجوي لبلد آخر هو انتهاك لسيادته، وحتى يكون فاعلا يجب على الدول الغربية قصف الدفاعات الجوية الليبية ومطاراته العسكرية وربما حتى سلاحها الجوي. لكن هذا قد يجعل العقيد القذافي يستخدم الدبابات والصواريخ ضد المتمردين، فهل نقصف هذه أيضا؟". "وماذا سيحدث إذا ما ثأر القذافي بالاستيلاء على ممتلكات أو رهائن بريطانيين؟ لن يكون هناك خيار أمامنا حينئذ سوى نشر قواتنا المستنزفة على الأرض بما قد يترتب على ذلك من تداعيات". وتمضي الصحيفة فتقول "إنه مما يصعّب الأمر أكثر هو ما قاله ساركوزي من أن فرنسا وبريطانيا تفضلان القيام بضربات "محددة" على ليبيا إذا ما دعمت الجامعة العربية والمعارضة الليبية ذلك" لتتساءل: "مَن يمثل المعارضة؟". "وإذا ما قسنا بالمعاملة التي تلقاها فريق القوات الخاصة والاستخبارات البريطانية هذا الأسبوع، فإن الحركة المعارضة للقذافي لا يبدو أنها حسمت أمرها حول الدعم الدولي الذي تحتاج إليه". وتنتهي الصحيفة إلى القول "إنه إذا كان لا بد من استخدام القوة ضد القذافي، فإن السلاح الجوي المنيع لكل من السعودية ومصر قادر على أداء هذه المهمة، إضافة إلى أن العالم العربي يرتاب في المهام الإنسانية الغربية. حسنا، ليستخدم هو قدراته العسكرية التي حصل عليها من حلفائه الغربيين مقابل ثمن باهظ الثمن ليخلص العرب مثله من أزمة عربية بامتياز".