بدأت كل من الولاياتالمتحدة الأميركية، وبريطانيا، وفرنسا، هجوماً على ليبيا تطبيقاً لقرار الاممالمتحدة بفرض حظر جوي على ليبيا. واعلن مسؤول عسكري امريكي بارز في واشنطن ان القوات الامريكية والبريطانية اطلقت اكثر من 110 صواريخ كروز من طراز توماهوك على اهداف في ليبيا. وقال الاميرال وليام جورتني للصحفيين في البنتاجون إنه "في وقت سابق من عصر اليوم، استهدفت اكثر من 110 صواريخ كروز من طراز توماهوك اطلقتها سفن وغواصات امريكية وبريطانية 20 منشأة ليبية للدفاع الجوي في البر الليبي." وقال إن تحالفا من خمس دول يقود العملية العسكرية التي اطلق عليها "عملية فجر الاوذيسة" وهي الولاياتالمتحدة بريطانيا فرنسا و ايطاليا كندا، وان اكثر من عشرين هدفا قصفت بالقرب من مصراتة و الزاوية. واضاف ان العملية "قد تحتاج ساعات او ايام، ونحن في المرحلة الاولى من عملية متعددة المراحل." واضاف: "سنحتاج 6 او 12 ساعة لتقييم نتائج الضربات ووضع الدفاعات الجوية الليبية،" مؤكدا ان الهدف من القصف "خلق الظروف الملائمة للحظر الجوي اي ضرب الدفاعات الجوية، وان أولوياتنا حماية المدنييين." خطابوفي اول رد فعل له على القصف الجوي الغربي، قال القذافي في كلمة نسبت له اذاعها التلفزيون الرسمي إن منطقة شمال افريقا والبحر المتوسط غدت "ساحة حرب" من الآن فصاعدا. وقال إن مصالح دول هذه المنطقة اصبحت في خطر، مضيفا انه امر "بفتح مخازن الاسلحة لتسليح الشعب لمقاومة العدوان." ودعا القذافي الشعوب العربية والافريقية والآسيوية والامريكية اللاتينية للوقوف مع الشعب الليبي. " العدو الصليبي" وكان التلفزيون الليبي الرسمي قد اعلن ان "العدو الصليبي" - وهي كنية للقوات الغربية - قام بقصف "احياء مدنية" في العاصمة طرابلس ومنشآت نفطية في مدينة مصراته غربي البلاد. وقالت وكالة الانباء الليبية الحكومية إن سيارات الاسعاف هرعت الى المناطق التي تعرضت للقصف. ولكن وكالة رويترز نقلت عن شهود عيان في مصراته قولهم إن الضربات الغربية استهدفت قاعدة جوية في المدينة تقع تحت سيطرة القوات الموالية للقذافي. وتقع القاعدة على مسافة 7 كيلومترات من مصراته المعقل الوحيد للمعارضة في الجزء الغربي من البلاد. وقال احد الشهود: "ضربت القوات الدولية كتائب القذافي المتمركزة في كلية القوة الجوية، ولكن بعض القوات الحكومية هربت قبل وقوع الهجوم بقليل." على صعيد آخر، قالت قناة الجزيرة القطرية إن القوات الغربية قصفت ايضا قاعدة المتيقة الجوية في طرابلس. ومطار المتيقة يستخدم عادة من قبل المسؤولين الليبيين. وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما قد قال إن الولاياتالمتحدة بدأت بالفعل عملية عسكرية محدودة تهدف لحماية الشعب الليبي من القوات الموالية للقذافي. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن قوات بريطانية تقوم بعمليات فوق ليبيا في اطار جهود دولية لمنع معمر القذافي من مهاجمة شعبه. وتأتي تصريحات كاميرون عقب لقائه اعضاء لجنة الطوارئ البريطانية المعروفة ب "كوبرا". ووصف كاميرون عمليات الجيش البريطاني بالشرعية والضروية، والقانونية. وقالت الحكومة الفرنسية في وقت سابق ان عشرين من طائراتها الحربية بدأت بالفعل في فرض الحظر الجوي على ليبيا، وتم تدمير عدد من الدبابات والعربات المصفحة التابعة لقوات القذافي. كما اعربت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في ان ينشق المزيد من المسؤولين في نظام حكم القذافي وينضمون الى المنتفضين المعارضين له، بعد ان تعهدت الاممالمتحدة بحمايتهم. وقالت: "نحن نستهدف برسائلنا كل من يتخذ القرار في ليبيا، ومن المؤكد ان هناك رغبة في المزيد من الانشقاقات الى جانب الثوار". لكنها قالت ايضا ان القرار الدولي يستهدف "حماية المدنيين، وتوفير تسهيلات لتقديم مساعدات انسانية" وليس تحديدا اسقاط القذافي. وقالت: "المؤكد ان ظروفا ستطرأ مع شروعنا بفرض القرار، والتي ستخلق بيئة تمكن الناس من التحرك، ومن ضمن هؤلاء المحيطين بالقذافي". وحول الاعتراف بشرعية تمثيل المعارضة في بنغازي لليبيا قالت كلينتون ان واشنطن "ليست مستعدة لاتخاذ قرار" حول هذا الموضوع الآن. وقال رئيس الوزراء الكندي ان عمليات جوية مكثفة ستبدأ قريبا في ليبيا، وان كندا ستكون جزءا منها. وقال متحدث عسكري من التحالف ان العملية العسكري في ليبيا تركز على منطقة محيطها 100 كم في 150 كم حول بنغازي. واعرب الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز عن استيائه من التحرك الغربي ضد ليبيا، بالقول انه "امر غير مسؤول، وتدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد". وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد صرح عقب قمة باريس ان طائرات التحالف شرعت بالفعل في ايقاف هجوم قوات الزعيم الليبي معمر القذافي على بنغازي، وهو ما يعني عمليا اشتباكا حربيا مع تلك القوات. واضاف ساركوزي ان دولا عربية تحركت من اجل وقف ما وصفه بانه "جنون اجرامي"، مضيفا انه من الواجب دعم الشعوب العربية، وان "عزمنا وتصميمنا كامل ونهائي". وقال رئيس الوزراء الايطالي سلفيو برلسكوني ان دور ايطاليا ينحصر فقط في توفير القواعد العسكرية للطائرات المكلفة مهاما في عمليات ليبيا. كما قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ان قوى العالم متحدة في وجوب انهاء العنف في ليبيا، لكن المانيا لن تشارك في العمل العسكري. وجاءت هذه التصريحات بعد اختتام اجتماع لقادة الدول التي ألزمت نفسها بفرض منطقة الحظر الجوي على ليبيا، بموجب قرار مجلس الامن الدولي، وعددها 18 دولة، لمناقشة الخطوات اللاحقة في هذا السياق. والتقى قادة ووزراء من فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة، بمشاركة دول عربية هي الاردن والمغرب وقطر والامارات، الى جانب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. "الغرب سيندم"وفيما يتصاعد الجهد العسكري الغربي للتحرك مقتربا من ليبيا، وتحديدا التجمع بقواعد في البحر المتوسط وجنوبي اوروبا، هدد الزعيم الليبي معمر القذافي دول الغرب ب "الندم" ان هي هاجمت ليبيا. وقال القذافي، في بيان قرأ نيابة عنه السبت، ان اي عمل عسكري غربي ضد ليبيا سيعد "عدوانا صريحا" على بلاده. وهدد القذافي، في البيان الذي قرأه متحدث باسمه ونقلته وسائل الاعلام، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفي كاميرون بأنها "سيندما" لتدخلهما في شؤون ليبيا الداخلية. واضاف القذافي ان قرار مجلس الامن الدولي حول ليبيا "باطل"، وان "لا حق" للدول الغربية في التدخل بشؤون ليبيا. وقال القذافي انه بعث برسائل عاجلة الى الرئيس الامريكي باراك اوباما والامين العام للامم المتحدة بان كي مون. معارضو القذافي تعهدوا بمواصلة القتال واضاف القذافي ان "الشعب الليبي كله معي، وهو مستعد للموت من اجلي، رجالا ونساء واطفالا". واعترفت قوات المعارضة بسقوط طائرة تابعة لها بنيران القوات التابعة للقذافي، كما قالت قوات الحكومة السبت انها وحداتها المتواجدة غرب مدينة بنغازي، التي يسيطر عليها المعارضون، تعرضت لهجوم اتهمت من وصفتها بانها "عصابات القاعدة" شنته، مما دفعها الى الرد "دفاعا عن النفس".