طرحت صحيفة بريطانية تساؤلا حول السبب الذي يمنع الدول العربية وبخاصة مصر والسعودية من تقديم الدعم العسكري اللازم لثوار ليبيا، والقيام بضربة جوية على مقار القذافي المهمة، خاصة أن العرب يظهرون تعاطفا كبيرا مع الثوار، كما أسقطت بعض الدول العربية شرعية الرئيس القذافي. وقالت صحيفة "الديلي تليجراف" في عددها الصادر اليوم السبت "إذا كان لابد من استخدام القوة ضد القذافي فإن السلاح الجوي لكل من السعودية ومصر بأكثر من قادر على أداء هذه المهمة بدلا من سلاح الجو البريطاني والقوات المنهكة أصلا من كثرة الحروب". وأضافت الصحيفة في موضوع بعنوان "كاميرون يجب أن يكون أكثر حرصا حول ليبيا" إن:" العالم العربي يرتاب في المهام الإنسانية الغربية، إذا فليستخدم هو قدراته العسكرية التي حصل عليها من حلفائه الغربيين مقابل ثمن باهظ الثمن ليخلص العرب مثله من أزمة عربية بامتياز". وتوضح الصحيفة أن " على بريطانيا التزام أخلاقي بأن تمنع حدوث مأساة إنسانية في شمالي إفريقيا، غير أنه يجب علينا أيضا أن نخدم المصالح البريطانية وأن نلتزم عسكريا بنزاع ملتهب يصعب التنبؤ به كذلك الذي يجري حاليا في ليبيا، فبدون الحصول على دعم ملائم من مجلس الأمن الدولي قد نجد أنفسنا نسير مغمضي الأعين إلى عراق آخر". وتشير الصحيفة إلى القلق الذي انتشر بين العسكريين البريطانيين إزاء دعوة كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، وتفند الصحيفة المصاعب التي تراها في وجه تدخل عسكري بريطاني، مشيرة إلى ما أدلى به رئيس الأركان البريطاني السابق اللورد دانات قبل يومين. فوفقا للورد دانات "الهيمنة على المجال الجوي لبلد آخر هو انتهاك لسيادته، وحتى يكون فعالا يتوجب على الدول الغربية قصف الدفاعات الجوية الليبية ومطاراته العسكرية وربما حتى سلاحها الجوي، لكن هذا قد يجعل العقيد القذافي يستخدم الدبابات والصواريخ ضد الثوار، فهل نقصف هذه أيضا"؟ "وماذا سيحدث إذا ما حاول القذافي للثأر من البريطانيين بالاستيلاء على ممتلكاتهم أو رهائن؟ لن يكون هناك خيار أمامنا حينئذ سوى نشر قواتنا المستنزفة أصلا على الأرض بما قد يترتب على ذلك من تداعيات". وتمضي الصحيفة فتقول "إنه مما يصعب الأمر أكثر هو ما قاله ساركوزي من أن فرنسا وبريطانيا تحبذان القيام بضربات "محددة" على ليبيا إذا ما دعمت الجامعة العربية والمعارضة الليبية ذلك" لتتساءل "من يمثل المعارضة"؟ وتتحدث عن أنه إذا ما قسنا بالمعاملة التي تلقاها فريق القوات الخاصة والاستخبارات البريطاني هذا الأسبوع فإن الحركة المعارضة للقذافي لا يبدو أنها حسمت أمرها حول الدعم الدولي الذي تحتاجه". في إشارة إلى الفريق البريطاني الذي سقط في أيدي الثوار وكادوا يقتلونهم.