الوطن - السعودية أعزائي القراء: قد تسعفكم الذاكرة لتتذكروا معي فئة من المواطنات، خدمن بنات وطنهن في أسوأ الظروف التي يمكن أن تحتملها فتاة، من غربة ومجازفة بالنفس ونظرات احتقار من المجتمع، يحدوهن الأمل بغد مشرق بهي.. إنهن "معلمات البند 105". كثيرات منهن الآن على مشارف التقاعد، ويرغبن في التنحي عن أماكنهن، بعد أن أُثخن بجروح التجاهل والتسويف، وعدم تثمين جهودهن. يرغبن في مغادرة التعليم على الرغم مما يحملنه في الذاكرة من معاناة وحرمان وقعت بحقهن.. ، فالسنوات التي تم تجاهلها من أعمارهن وإنجازاتهن؛ تقف الآن حاجزا قويا، وسدا منيعا بينهن وبين التقاعد. هذا الحاجز يمتد من سنتين أو ثلاث ويصل حتى خمس سنوات، فمنعهن من حق واحد ترتب عليه حرمانهن من حقوق أخرى. وما زال ملف المعاناة الذي تعرضت له معلمات البند 105 متداولا بين العهود الوزارية المتعاقبة، دون البت فيه، بل وحتى العهد الحالي، مع وزير استبشرت المغلوبات على أمرهن بمقدمه خيرا، لكنه ما زال صامتا عن مظلومية معلمات البند، حتى غدون يرجون الخلاص من التعليم الذي استنزف سنوات أعمارهن دونما تقدير.